الأربعاء , مايو 1 2024

آدم الثاني مَنْ أَقَامَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا عَلَيْنَا؟

11062359_869579156431598_1616658174380427974_n

بقلم / وجدى خليل

ظن موسي أنه قادر أن يحكم بين أثنان من العبرانيين كانا قد تشاجرا وظن أنهما سيخضعان لوساطته أما الذي ظلم أخاه فأستدار لموسي قائلا: ” مَنْ جَعَلَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا عَلَيْنَا. أمفتكر أنت بقتلي كما قتلت المصري. خروج 2 :14 لم يكن العبراني ينتظر أجابه “موسي” لأنه سؤالا استنكاريا لعمل موسي ورفضا لأن يقوم بهذا الدور بينهما . ظن العبراني أن موسي يبحث عن منصب وسط شعبه هذا الذي كان قد تربي وتعلم داخل أروقه قصر فرعون وقال عنه سفر الأعمال “فَتَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ، وَكَانَ مُقْتَدِرًا فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ” أعمال 7: 22 لم يكن “موسي” في حاجه الي منصب قدر احتياجه أن يخلص شعبه. ويخلط البعض بين الاشتياق الي الخدمة والسعي الي المناصب داخلها والذين يخلطون بينهما تسلل الي مشاعرهم دون أن يدروا فكرا جديدا غير مقبولا داخل الخدمة وهو أن للمنصب كرامه ومجدا فصار المنصب في أعينهم مكافأة وجائزه يلوحون بها حينا ويحجبونها حينا وصاروا دون أن يدروا قضاه ضمير أما الله فهو يفرز بين هذا وذاك . لم يهتم الله بما ظنوه في “موسي” وخدمته أذ يشهد له الروح القدس قائلا “فَظَنَّ أَنَّ إِخْوَتَهُ يَفْهَمُونَ أَنَّ اللهَ عَلَى يَدِهِ يُعْطِيهِمْ نَجَاةً، وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا” أعمال 7: 25 أما أثر كلمه العبراني القاسية علي “موسي” فكان شديدا أذ يقول الكتاب “فَهَرَبَ مُوسَى بِسَبَبِ هذِهِ الْكَلِمَةِ، وَصَارَ غَرِيبًا فِي أَرْضِ مَدْيَانَ” أعمال 7: 29 وبعد اربعين عاما أمر الرب “موسي” أن يعود الي مصر لكي ما يخلص شعبه من عبودية المصريين قائلا له ” هُوَذَا صُرَاخُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَتَى إِلَيَّ، وَرَأَيْتُ أَيْضًا الضِّيقَةَ الَّتِي يُضَايِقُهُمْ بِهَا الْمِصْرِيُّونَ، فَالآنَ هَلُمَّ فَأُرْسِلُكَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَتُخْرِجُ شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ ” خروج 3: 9 أما “موسي” فقد رفض دعوه الله له رفضا قاطعا وهنا نتعجب ونتسأل : آهاذا موسي الذي كان يسعي لخلاص شعبه من العبودية؟ وماله الأن يرفض دعوه الله له ! وقبل أن تتعجل وتحكم علي “موسي” أنظر أولا الي حديث الله معه ومحاولات القدير لأقناعه أن يخدما سويا! فأن تعجبت من رفض “موسي” فأولي بك أن تتعجب من “إلحاح” الله! ألح الرب جدا وتحجج “موسي” قائلا “اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ أَوَّلِ مِنْ أَمْسِ، وَلاَ مِنْ حِينِ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ، بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ “خروج 4: 10 ولا نظن أن أمتناع موسي كان لثقل فمه ولسانه ولا تظن أن الله كان يفرض عليه أمرا لا يستطيع “موسي” أن يفعله! الله البار هو” فَاحِصَ الْقُلُوبِ وَالْكُلَى” مزامير 7: 9 كان الله الطيب يعلم مدي الجرح الذي يدمي قلب “موسي” بعد أن رفضه أهله وشعبه فهرب الي مديان. كانت صحراء مديان القاحلة في أعين “موسي” أفضل من كل أرض “مصر”! لأن الصحراء التي احتضنته أفضل بكثير جدا من الجنة التي رفضته . الله لم يكن “يضغط” علي “موسي” لكي يقبل المهمة قدر ما كان يداوي كرامته المجروحة ويعيد اليه ثقته تلك التي نزعوها عنه نزعا! وأصر الرب أن لا يترك موسي وحاله بل بقي وراءه مشجعا ومثابرا الي أن وافق موسي علي مضض وقبل المهمة! وكما نعلم أن الشعب العبراني كله خرج من مصر تحت قياده “موسي” وبعد خروجهم من أرض مصر يخبرنا الوحي الالهي أن ” مُوسَى جَلَسَ لِيَقْضِيَ لِلشَّعْبِ. فَوَقَفَ الشَّعْبُ عِنْدَ مُوسَى مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الْمَسَاءِ ” خروج 18: 3 وعندما تسأل “يثرون” حمو موسي عن الأمر أجابه موسي قائلا ” إِنَّ الشَّعْبَ يَأْتِي إِلَيَّ لِيَسْأَلَ اللهَ. إِذَا كَانَ لَهُمْ دَعْوَى يَأْتُونَ إِلَيَّ فَأَقْضِي بَيْنَ الرَّجُلِ وَصَاحِبِهِ، وَأُعَرِّفُهُمْ فَرَائِضَ اللهِ وَشَرَائِعَهُ “خروج 18: 16 هكذا أجاب الرب علي سؤال العبراني الذي سأله لموسي أربعون سنه مضت: ” مَنْ أَقَامَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا عَلَيْنَا؟ ” ما أروع أن يصمت موسي ليجيب الرب ! انها رساله تعزيه من الرب لك أذا ما أساء أحدهم فهمك وسألك سؤالا لم تكن لديك له أجابه . تريث

شاهد أيضاً

قيامة المسيح ..أعادت لنا الحياة الأبدية .

“هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج فيه ” (مز 118: 24) تهنئة قلبية …