الجمعة , أبريل 19 2024
الدكتور رأفت جندى
رأفت جندى

الرئيس السيسى في نهج الأنبا باخوميوس؟

عندما قاد نيافة الانبا باخوميوس انتخابات البطريركية كانت الغالبية العظمى من الشعب القبطى لا تريد بطريركا من اساقفة الأبروشيات، وعلى وجه الخصوص لا تريد واحدا من هؤلاء المتقدمين، ولكن القانون الكنسى لم يكن فيه هذا المنع.
ولو كان الانبا باخوميوس قد استجاب لرغبة الشعب وقتها لأدخل الكنيسة وانتخابات البطريرك الجديد في جدال قانونى وربما في المحاكم لسنوات، فكانت حكمة الانبا باخوميوس انه ترك الأمور تسير بالرغم من الغضب الشعبى وقتها حتى انتهت باختيار خمسة من المرشحين المقبولين ولم يكن هذا الشخص منهم، وهكذا اتمم نيافة الانبا باخوميوس رغبة الشعب بدون ادخال الكنيسة في مشاكل قانونية، وهكذا أيضا اتى لنا قداسة الانبا تاوضروس الثانى، ثبته السيد المسيح على كرسيه أياما طويلة واعطاه الحكمة والحنكة ليرعى شعبه القبطى في ارجاء المعمورة.
السيسى طرح قبل اقصاء مرسى اجراء انتخابات مبكرة ولكن مرسى رفض، فكان لا بد من اقصاءه بالقوة استجابة لرغبة الشعب العارمة.
السلفيون ايدوه ومصر وقتها كانت محتاجة هذا التأييد، السعودية وقفت بجانب مصر بقوة لأسبابها، ومصر كانت محتاجة بشدة لهذا، بل ان الكثير من المصريين الذين لا يودون سياسة ونهج المملكة السعودية اثلج صدورهم وقتها هذا التأييد، وكلنا نعرف متغيرات السياسة.
القانون والدستور لا يسمح بأحزاب دينية ولكن حزب النور مازال قائما، والكثير من الشعب المصرى يرون ان هذا انتهاكا للدستور، ولكن حزب السلفيين استطاع الصمود حتى الان بتأييد سعودي وبمناورات، ومنها انه وجد بعض المنتفعين من المسيحيين اسميا الذين يضحون بالمبادئ مقابل المنفعة، ومثل هؤلاء موجودون في كل العصور والازمنة، وفى كل البلدان والوديان والشعوب بل والمستنقعات.
الرئيس السيسى يطلب تغيير الخطاب الدينى الذى يحض على العنف، ولو تعمقنا فى هذا فان فيه الغاء لكل مناهج التعليم الإسلامي سواء الأزهري او السلفى او غيرهما، فهل من السهولة إتمام هذا ما بين ليلة وضحاها؟
الرئيس السيسى يطلب المساواة لكل المصريين مسلمين واقباط، وزار بنفسه الاقباط في كنيستهم وفى عيدهم لأول مرة في تاريخ الرؤساء، فهل من الممكن إتمام هذه المساواة في أيام او شهور او حتى سنوات معدودة؟
التغيير في الشعوب يلزم له وقت أطول وليس مثل تغيير الأنظمة الذى ربما ياتى سريعا.
لست الوم من ينفعل ويكتب على الظلم المستمر على الاقباط، ولكن الحكمة اكثر من هذا هو انتقاد كل وضع معيب بدون تخوين الرغبة الموجودة للتغيير في القيادة المصرية.
الرئيس السيسى الآن يسلك طريق نيافة الانبا باخوميوس في اقصاء من ليس له شعبية ولكن في الوقت المناسب الذى لا يأتي منه عواقب تطول امدها حيث لا يلزم لهذا مشرط الجراح مثل ما فعله بالإخوان.
وان كان السيسى قد قام بدوره على اتم وجه في اقصاء الاخوان استجابة لطلب الشعب فعلينا الان أن نتمم هذا العمل في اقصاء السلفيين من البرلمان.
السيسى قدم رقبته في اقصاء الاخوان، اما الشعب المصرى عليه الآن ان يقدم فقط صوته لإقصاء السلفيين، وبالتأكيد ان الانتخابات البرلمانية لن يكون بها تزوير من الدولة، وان كان البعض من الشعب سيقوم بهذا سيكون بصورة فردية فلن تمس المجموع، فهل سنقوم بدورنا لإتمام ما فعله السيسى ام سنلومه بعدها على ما فعلناه بأنفسنا؟

السيسى استجاب لنا وفعل، فهل سنكمل؟

د. رأفت جندي

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …