الجمعة , مارس 29 2024
مريم ملاك

صفر مريم والعدالة الغائبة!

ماجد عزت إسرائيل

تعد قضية مريم ملاك ذكرى تادرس،الطالبة بمدرسة الخمار الثانوية بمحافظة المنيا جنوب مدينة القاهرة (العاصمة)،حديث الأعلام بشتى أنواعه،ولا أبالغ أن خبرالصفر انتشر فى كل ربوع العالم عبر الفضائيات ، وأصبح أكـثر شهرة من صفر المونديال عام 2010م،وأيضًا صفر الانتخابات البرلمانية والمحلية

ووصل الأمرأن صاحبة الصفر لا تمتلك الكثير من الوقت للذهاب إلى المحطات الفضائية أو الرد على أسئلة السادة الصحافين ومراسلى وكالات الأنباء المحلية والعالمية للتحقق من قضية “صفر الثانوية العامة” فما قصة هذا الصفر الذى أصبح حديث البيوت المصرية والعربية والعالمية؟ 


صاحبة الصفر منذ أن إلتحقت بالتعليم وهى طالبه متفوقه حيث حصلت فى الشهادة الأبتدائية على مجمع 325من 350درجة،وفى المرحلة الأعدادية حصلت على 290 من 300 درجة

وفى مرحلة التعليم الثانوى العام فى الصف الأول الثانوى على مجوع 97 فىالمائه،وفى السنة الثانية 97 فى المائه وفى نهاية المرحلة الثانوية العامة شعبة علمى علوم حصلت مجموعة على” الصفر”حديث العالم،وبعدها تقدمت أسرة مريم ذكرى بتظلم لرئيس لجنة الكنترول (قطاع محافظ أسيوط)

ومقره مدرسة التربية الفكرية، وأكتشفت الطالبة عند أطلعها على أوراق الأجابات الخاصة بها لا تخصها، وهى ليست أوراقها، التى دونت بها أجابتها بل ربما لشخص آخر،وبدأت الأمور تتصاعد حتى وصلت للسيد وزير التعليم الدكتور”محب محمود كامل الرافعى”الذى أصدر أوامره بتشكيل لجنة لمتابعة حالة الصفر

و بعد مراجعة اللجنة للأوراق أيدت حصولها على الصفر،بعدها تظلمت الطالبة عبر القضاء،الذى أصدرأوامره بتشكل لجنة من الطب الشرعى لمراجعة خطها فى كراسات الأجابات الخاصة مع استكتابها بعض المواد الدراسية حتى يتثنى الوقوف على حقيقة الصفر

وجاء تقرير مصلحة الطب الشرعى على النحو التالى” تتطابق خط يدها تماما مع الموجود بكراسات أجباتها فى أمتحان الثانوية العامة، ومن ثم فلا صحة لما تردد حول استبدال أوراق إجاباتها بأوراق أخرى”.


للأسف الشديد أن صفر مريم ذكرى تادرس الطالبة بالثانوية العامة ،قد فتح الباب لحوارات ومناقشات حول حقيقته فقد نصح الدكتور “محمد نور فرحات” أستاذ فلسفة القانون بجامعة الزقازيق أسرة الطالبة أن تطلب من النيابة تشكيل لجنة من ثلاثة خبراء خطوط من المحالين على المعاش المشهود لهم بالكفاءة والحياد وغير الخاضعين لسيطرة الدولة ليكون لهم القول والفصل، مع طلب توسيع دائرة التحقيق لتشمل تتبع أوراق الأجابة وكيفية نقلها وتداولها وهل هناك ثغرات تسمح بالاستبدال ؟

واستدعاء المصححين لسؤالهم عن صحة توقيعهم على الورقة،وذكر قائلاً” لا أصادر على الحقيقة ،ولا أتهم أحـدا، ولكن من الثابت إنه لا أحـد فى مصر يصدق تقرير لجنة الطب الشرعى الحكومية بشأن صفر مريم”

أما الفنان القدير “محمد صبحى ” وعبر احد الفضائيات فقد ذكر قائلا ” إنه حزين لأن مشكلة الطالبة محرجة ومربكة، مشيراً إلى أن هذا لا يقلل من شأن وزير التربية والتعليم بأن يكون هناك واحد من مليون خطأً، أن ما يحزننى هو شعور الطالبة بالحزن أمام الدولة

وهناك شباب زعلان من مصر، وأن مريم فتاة محاربة مستنكراً اتهامها بالمرض النفسى، والكذب، وأنه لا يصح، ونصحها قائلا :اوعى تفقدى ثقتك فى نفسم واوعى تزعلى من مصر، هتجيبي حقك وتبقى متفوقة وعظيمة وحتى لو كان تعليمك خارج مصر هيبقى على حسابى أنا..


على أية حال، فتح صفر مريم ذكرى تادرس الحديث فى الأعلام عن طائفية الصفر، ونذكر للتاريخ أن لا أحد من أقباط مصر ومسلميها لا يساند صاحبة الصفر من أجل الوصول لحقيقته

ولكن هذا لا يمنع أن كافح الأقباط ضد اضطهاد بعض السلاطين والولاة والحكومات والإدارات المحلية الفاسدة والطائفية المتعصبة منذ زمن المماليك والعثمانيين ولم يستقم حال الأقباط ويتحسن حالهم حتى يومنا هذا ،نتيجة ثقافة الطائفية والعدالة الغائبة التى تنتشر بين بعض المتعصبين

بالرغم من أن الأقباط يشكلون ربع سكان مصر تقريباً، ويتميزون بحبهم للعلم والمعرفة وحبهم لوطنهم، ومواقفهم فاصلة فى تاريخ مصر، ونذكر على سبيل المثال ما قدموه فى ثورتى 25 يناير 2011 م، وثورة 30 يونيو 2013 م

وتأيد تام للرئيس الحالى المشير”عبدالفتاح السيسى ” (منذ 8 يونيو2014م) من أجل بناء مصرالجديدة

وفى كل لحظة مستعدون للتضحية من أجل وطننا الحبيب مصر.

 

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …