الثلاثاء , أبريل 30 2024

الأقباط والحياة البرلمانية .

البرلمان المصرى

د.ماجد عزت إسرائيل
لعب الأقباط عبر التاريخ السياسى دور فى البرلمان المصرى مع نشأة الأحزاب المصرية، التي كانت الأساس الذي بنيت عليه مشاركتهم الفاعلة في ثورة 1919م، وتُعَدُ حالة الأحزاب السياسية من حيث القوة أو الضعف؛ مؤشراً على حالة النظام السياسى ودرجة تطوره فى أية دولة، فالأحزاب تلعب دوراً هاماً فى تدعيم الممارسه الديمقراطية باعتبارها همزة الوصل بين الحكام والمحكومين، بما يسمح بتنشيط الحياة الحزبية، وتعميق المشاركة السياسية للمواطنين،وللأحزاب السياسية جذور عميقة فى تاريخ مصر الحديث، حيث نشأت وتطورت بتطور مفهوم الدولة ذاته، وظهرت البدايات الأولى للحياة الحزبية المصرية مع نهاية القرن التاسع عشر، ثم برزت وتبلورت بعد ذلك خلال القرن العشرين، والعقد الأول من القرن المنصرم انعكاساً للتفاعلات والأوضاع السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية السائدة.
وكان لتأسيس مجلس شورى النواب عام 1866 م- رغم كونه كياناً استشارياً – دور فى تطور الحياة السياسية، وتهيئة الأجواء للتفكير فى العمل الحزبى، ويعتبر بعض المؤرخين أن الحزب الوطنى الذى أنشأه العرابيون عام 1879م يُعد أول الأحزاب السياسية فى تاريخ مصر، وقد انتهى وجوده بنفى العرابيين ، وخيانة بعض أعضائه من خلال تحالفهم مع الخديوى”محمد توفيق” ، ثم جاء الاحتلال الانجليزى لمصر عام 1882م ليطوى صفحة هذا الحزب من خريطة الحياة السياسية المصرية،ويعد عام 1907م بداية لتطور الحياة الحزبية فى مصر، ويطلق معظم المؤرخين على هذا العام “عام الأحزاب” ، حيث شهد ميلاد خمسة أحزاب هى: الحزب الوطنى الحر(الأحرار)، الحزب الجمهورى المصرى، حزب الأمة وكان يعرف بــ( حزب الصفوة) لأنه يضم كبار الملاك المتعاونين مع سلطة الاحتلال، وقد تزعمه “أحمد لطفى السيد”،حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية بزعامة الشيخ “على يوسف”، صاحب جريدة ” المؤيد”، وقد عكس هذا الحزب آراء القصر ومصالحه، الحزب الوطنى: وهو الحزب الذى قاد الحركة الوطنية حتى ثورة 1919، وقد تزعمه “مصطفى كامل،ثم توالى بعد ذلك ظهور عدد من الأحزاب خلال بقية هذه المرحلة مثل حزب النبلاء أو الأعيان عام 1908م، والحزب الاشتراكى المبارك عام 1909م،وكانت هذه الأحزاب تضم العديد من الأقباط مثلهم مثل باقى المصريين.

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …