السبت , أبريل 27 2024
مروة عيسى

لعبة الأمم .

مروه عيسى
                 مروه عيسى

بقلم : مروة عيسى
لقد عشنا من قبل ونعيش الآن ظروف عالمية يمكن أن نطلق عليها لعبة الأمم ففي العصور الوسطى كانت الأمة العربية والإسلامية تعيش في أزهى عصورها واستطاعت أن تؤسس امبراطورية كبرى وحضارة عظيمة نهلت منها الدول الأوروبية حينما بدأت في نهضتها وكأن أوروبا أخذت منها بكل ما أوتيت من قوة ثم تركتها كالطفل الضعيف الذي لا يقوى على فعل أى شيء دون الرجوع إلى من يكبره سنا وتفتت البلاد العربية وتم احتلالها في العصر الحديث ولكن سرعان ما استعادت قوتها مرة أخرى وتحرر من السيطرة الإستعمارية عليها ووجدنا مصر بعد تحرر من الإحتلال الإنجليزي وقفت إلى جوار باقي الدول العربية لتحصل على استقلالها واستطاع المصريون الإنتصار في حرب السادس من أكتوبر وتلقين العدو الإسرائيلي درسا لم ينساه على مر التاريخ .
ولكن عندما ننظر مرة أخرى لنقرأ ونحلل حال الدول العربية اليوم وما وصلت إليه اليوم ننعي أنفسنا على فقدان المجد والعزة والكرامة والشرف الذي كان أجدادنا عليه .ما وصلنا إليه هو مخطط شاركت دولنا فيه للوصول إلى هذه الحالة التي لا يرثى لها فإذا احتفظنا بقواعد اللعبة لم نصل إلى ما وصلنا إليه من تفرقة ونزاعات فيما بيننا ولم نترك فرصة لأى إعتداء على أي بلد عربي ولكن للأسف لم نحافظ على مجدنا وتعاونا مع بعضنا البعض .
مع صباح كل يوم نجد حروب هنا وهناك وانشغلت كل دولة من دولنا بأشياء أتفهه ما يكون وفتحت الباب على مصرعيه للمحتل ليدمر بلدنا وليقضي على عروبتنا وديننا .فمثلا سوريا شتت شملها والآن روسيا تقوم بشن الغارات عليها وأين العرب والعروبة فهم يقفون يشاهدون متفرجون لم يحرك أحدا منهم ساكنا فصرنا كالحجارة لم ننتفض . كما نرى الأقصى اليوم واشتدت غارات الإسرائيلين عليه ونسى حكامنا ما لم نستطيع نسيانه في حريق المسجد الأقصى أغسطس 1969 عندما قالت رئيسة وزراء الاحتلال” جولدا مائير “لم أنم ليلتها وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجا أفواجاً من كل حدب وصوب، لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء، أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فهذة أمة نائمة .
فكل ما يحدث الآن لم يكن وليد لسنوات قليلة ماضيية ولكن تعود بدايته عندما تناسينا قضية فلسطين وشعبها وتفشت النانية في بلادنا العربية واستنجدنا بأعداءنا على حساب أحبابنا وجيراننا العرب وبذلك نكون قد خرجنا من لعبة الأمم وأصبحنا كالخبز الملقى في الطرقات ينهل منه كل عابر .
وفي النهاية لا أستطيع إلا التوجه بالدعاء إلى الله ليرفع الغمة عنا ويهدي حكامنا حتى يفيقوا من غفلتهم ويتناسوا صراعاتهم وخلافاتهم على السلطة ويعودوا إلى الله ويحكموا بالعدل ويعودوا كما كان أجدادنا عليه من قبل لترجع بلادنا العربية مرة أخرى بمسلميها ومسيحيها يرفرف عليها ألوية العدل والمساواة والتقدم والإزدهار .

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …