الجمعة , مارس 29 2024
الدكتور رأفت جندى
رأفت جندى

دردشة انتخابية

ذهبت للأدلاء بصوتي في الانتخابات الفيدرالية الكندية في وقت مبكر عن موعد الانتخابات نفسها كما سمح النظام بهذا لمدة ثلاثة أيام ولم تستغرق العملية أكثر من بضع دقائق معدودة ما بين الذي وجهني للموظف المختص وما بين تقديم ورقة الانتخاب وتقديم كارت للتحقق من شخصيتي والادلاء بصوتي والعودة.

كنت حتى وقت ليس ببعيد اعطى صوتى لليبراليين حيث كنت اراهم أكثر انفتاحا وقبولا للآخر وتغيرت نظرتي خلال السنوات الأخيرة لحكم جون كريتيان، وبرغم حبي وتقديري لشخصية بول مارتن فأنني انتخبت المحافظين لأسباب كثيرة، ومن وقتها وانا محافظ على انتخاب حزب المحافظين

دار بذهني سؤال وانا اذهب للأدلاء بصوتي، هل انا أخشى من أي اعتداء بالجنازير مثل ما يحدث في مصر؟ وكانت الإجابة إنني ابتسمت بنفسي لنفسي.

عندما تقابلت مع الأقارب في نفس اليوم في عيد الشكر وقلت لهم إنني ادليت بصوتي مبكرا وجدت البعض غاضبا من ان نظام الانتخابات لم يسمح حتى الآن باستخدام النت للتصويت حتى لا يضطرون للذهاب بنفسهم لمقر اللجان وانتظار بعض الوقت، فكبرت وازدادت ابتسامتي تلك التي ولدت عند تذكري انى لن أقابل بالجنازير مثل ما يحدث في بعض انتخابات مصر.

المعركة ضارية الآن بين المحافظين والاحرار والديمقراطيين حتى ان الحوار الذى كان بينهم اتبع الطريقة الشرقية في مقاطعة الأطراف لبعضها وكان الثلاثة أحيانا يتكلمون في وقت واحد بطريقة لم نعهدها من قبل.

من وجهة نظري فأن حزب المحافظين له اخطاءه الكثيرة أيضا ومنها تقييد الهجرة وحتى صعوبة زيارة الأقارب لكندا وغيرها، ولكن من وجهه نظري أيضا فان حزب الاحرار له خطايا وليست أخطاء وعدم الاعتراف بالخطايا وتصويرها على انها حق تجعله من الأشرار وليس فقط من الخطاة ونراه بالتأكيد يتحالف مع الشيطان.

واذكر أنه عندما توفى بيير ترودو عام 2000 اتصل البرلمان الكندى بابنه جاستن وطلبوا منه ان يسمح بحضور جثمان والده للبرلمان لكى يودعه كل من يريد هذا، فكانت إجابة جاستن بانه لن يذهب احد لكى يودعه ووافق بعد الحاح ادارة البرلمان،

وبالتأكيد فان الآلاف المؤلفة ذهبت لكى تودع رئيس وزراء كندا الألمعي الذى كانت له أيادي على دستور ونظام كندا واكمل ما بدأه رؤساء وزراء كندا الأوائل مثل سير جون ماكدونالد وماكينزى كينج، واصبح لكندا دستورها وقانونها الذى لا يتبع بريطانيا.

بالتأكيد هذه نادرة وقد تعكس صورة طفل استهان او لم يعرف مقدار والده وربما كان بسبب انه قد رآه في ضعفه الأخير قبل وفاته.

وعندما صار جاستن ترودو زعيما لحزب الاحرار عام 2013 انسحب من الحزب كل ذوى الخبرة ومنهم بوب ري وجيم كاريجانس وغيرهما وقيل ايضا أن الحزب قد صار غير مرحبا بوجود هؤلاء ويريد للشباب فقط ان يكون هو المسيطر.

الادلاء بالصوت ليس واجب قومى فقط ولكنه يعطى وزن أكبر للجالية التي انت منها، فيعمل لها حساب لان أصحابها لهم وزن انتخابي ايا كان من سيكون رئيس وزراء كندا القادم.

د. رافت جندي

شاهد أيضاً

التواصل الإجتماعي

مجالس المدارس في أونتاريو ترفع دعوى قضائية جماعية ضد أشهر وسائل التواصل الاجتماعي

أمل فرج رفعت أربعة مجالس مدارس في أونتاريو دعاوى قضائية في محكمة العدل العليا، بقيمة …