الخميس , أبريل 25 2024
السيد الفضالى

أزمة الفقه الإسلامي بين الوسطيه والإرهاب ..

السيد الفضالى
              السيد الفضالى

بقلم السيد الفضالي
العدل لا يتحقق بصلاح الحاكم ولا يسود بصلاح الرعيه ولا يأتي بتطبيق الشريعه وإنما يتحقق بضوابط نظام الحكم التي تحاسب الحاكم إن أخطأ ومنابر تشريعيه حره تمنعه إن تجاوز وتعزله إن ضرب ظهرك وأخذ مالك؟؟ و إن خرج عن صالح الجماعه أو أساء لمصالحها وهذه الضوابط لا تنبع إلا من وجدان الحاكم ولا علاقة لها بإيمانه وتقواه .. أجيبوا يأصحاب العقول ودعاة التطبيق .. كيف أقر الرسول بعدل النجاشي وأمنه على مهاجريه وهو مسيحي لم يعرف حرفاً واحدا عن الإسلام و قد وصفه الرسول ومملكته بدار صدق وحاكم لا يظلم عنده أحد .. فكيف تكون الشريعه الإسلاميه هي المصدر الرئيسي للتشريع مخالفين بهذه الماده سنة الرسول قولاً وفعلاً وقد جاء كتاب الله بحكم شمولي أبدي ليحكم مجتمع إنساني كامل يقرها المجتمع بين حدود الله كحد أدنى وحد أعلى دون الوقوف على حد فتكون آيات الأحكام حدوديه وليست حاديه وتلك هي أزمة الفقه الإسلامي بين القياس والإجماع .. وما أجمع عليه السلف و الفقهاء وأقره جمهور علماء المسلمين هو مفهوم وهمي. فقد أجمعوا على أمور تخص الناس في حياتهم وضمن مشاكلهم الخاصة قبل 1300عام وليس لنا علاقة بهم ونرى أن المذاهب الفقهية الموروثة إذا كان فيها أمور تتناغم مع حياتنا أخذنا منها وإذا وجدناها لا تتناسب مع حياتنا المعاصره تركناها دون حرج و لا يمكن الاعتماد على الفقهاء فيها دون عنت وتزمت فيكون الجماع والقياس الحقيقي لكتاب الله هو إجماع أكثرية الناس على قبول التشريع المقترح بشأنهم من المجالس التشريعية المنتخبة والمنابر التشريعية الحرة وحرية التعبير عن الرأي هي جزء لا يتجزأ من النظام السياسي في الإسلام وذلك حتى يتحقق مفهوم الإجماع و يكون هذا هو المفهوم الحقيقي للديمقراطية التشريعية وحرية التعبير عن الرأي ضمن حدود يقرها المجتمع .. وتلك هي أزمة الفقه الإسلامي بين القياس والإجماع .. فلا يجوز أ نقيس مجتمع معاصر على مجتمع مضى عليه 1300 عام فيكون القياس ما هو إلا وهم تخلفنا به عن العالم وها هي الجامعات العربية والإسلامية أمامنا في القرن الماضي وأربعة عشرا عاما” في القرن الحالي وقد أنتجت أكثر من مائة ألف ( 100.000 ) داعية إسلامي وأكثر من خمسة آلاف ( 5000 ) شاعر ولم تنتج عالــــــم واحد !؟ حتى أصبحت الأمة الإسلامية من بين الأمم أمه مأزومة ومهزومة وتخلفنا عن ركب الحضارة والتقدم ونرى أنفسنا في جميع بقاع الأرض أفقر شعوب العالم وأكثرهم جهلا” وتخلفا” وبلا منازع وتلك هي الحقيقة المرة والتي لا تنكر إلا خجلا” وحزنا” على الأمة الإسلامية التي تاهت وتاها شبابها بين دعاة القتل وسفك الدماء والإرهاب ودعاة الوسطية والمحبة والتسامح ليصبح النزاع بين الفريقين من الدعاة حول كتاب الله وسنة نبيه نزاعا” إعتباريا” على المقاييس دون الحقائق وهذا هو منطق التناقض الذي وقع فيه السادة الفقهاء وكأن الإسلام يحمل في نقيضه صميم تكوينه ولا يكاد ينمو حتى ينمو نقيضه معه واختلط الحق بالباطل وصار الشر خيرا” والخير شرا” وسلت السيوف وتساقطت الرؤس كالمطر في العراق وسوريا وليبيا واليمن والقاتل يرى نفسه مجاهدا” لإعلاء كلمة الله!! والمقتول يرى نفسه شهيدا” في سبيل الله وذاك هو ظلم البلاغه التي خالفت الحق والحقيقة وأن كتاب الله براء من استقامة الشئ ونقيضه في آن واحد وأن الخروج على المسلمين باسم الإسلام وما تتعرض له الأمة من هلاك في هذه الأيام العصيبة من تاريخ أمتنا العربية هو دمار شامل نتج من جمال لا نظير له

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …