الخميس , أبريل 18 2024
هانى شهدى

عفواً اعزائي ضحايا الطائرة .

هانى شهدى
                هانى شهدى

بقلم /هاني شهدي
الشئ الوحيد الذي تجاهله الاعلام في حادث الطائرة الروسية هم ضحايا الطائرة انفسهم، تُــري كيف تنظر الينا الآن عيونهم المتناثرة في صحراء سيناء ؟، هل تراهم ينظرون الينا كحيوانات السيرك التي كما تتبادل الادوار في القفز كمــا يتبادل اعلامنا المرتزق الاتهامات مع اجهزة مخابرات دولية اكثر سخافة منه ، وبرغم دمائهم التي لم تجف بعد راح الاعلام يسوّق للسياحة في مصر والمتعة والبهجة علي شواطئها،لم يعلق مذيع واحد من هولاء الكاذبين مترحماً طالبا الرحمة لارواح الضحايا، وكأنهم حفنة كتاكيت وماتت.لماذا لم تعلق قناة فضائية واحدة شريط اسود علي شاشاتها ولـــو لمدة دقيقة واحدة..؟ لاننا في سلوكياتنا التي نعتبرها سياحية مازلنا نعتبرهم مجرد “شوال” فلوس يزور مصر ،ويجب ان نسحب منه باقصي سرعة وباي طريقة، ومش مشكلة الشوال دا خلص او غرق او اتحرق ،بكرة ييجي غـــيره..عادي.
اين لقاءات القنوات الفضائية مع اهالي الضحايا ومشاركتهم دموعهم واحزانهم علي اسرهم، اين مراسلين هذه القنوات للقاء اهالي الضحايا في روسيا؟.اين صور 150 جثة علي الاقل وجدت في مكان الحادث قبل سفرهم لروسيا؟ وكيف كانت حالتها ؟ .تري كيف يرانا 224 انسان بينهم حوالي 24 من عالمهم عندما نضع امامنا جميع الاحتمالات وننسي احتمال بل حقيقة واحدة مؤكدة انهم ” بني أدمين” اولا وقبل اي شئ.
مازلنا نقيم المواطن من اي دولة اجنبية تقييمنا لمواطنينا المصريين، بمعني لو في حادثة غرق في مصر مات 50 وحادثة قطار قتل 100 عادي خالص احنا مكملين، دول بقا المواطن عندهم حاجة كبيرة احنا والعالم كله مترقب. حتي الان لم نصل لمفهوم دولة تقدر مكانة مواطنيها وتأمر بسحبهم من مكان متوقع به خطر علي ارواحهم، لم اسمع مرة مصر وجهت اي سحب او تحذير او توجيه لاي من مواطنيها في اي خرابة في العالم.هذا مفهوم مفقود لدينا .
الخطوات الحقيقية التي كانت يجب علي الاعلام المصري ان يتخذها امام العالم وامام الشعب الروسي خاصة ً قــبل “الهــري” الاعلامي بتاعهم دا،هو اظهار الجانب الانساني في الموضوع..
– مذيعة او مذيع يرتدي زي اسود.
– مذيع يتكلم عن الحادثة باحترام ووقار دون سفه أو هزار.
– شريط اسود علي شاشة القناة.
ـ فنادق شرم الشيخ ومطارها وبازاراتها تعلن مظاهر الحداد تضامنا مع الضحايا قبل الدعاية لجلب سياح جدد.
ـ اي حادثة مشابهة في العالم ستجد الكاميرات في موقع الحادث والشموع مقادة واطواق الورود وكروت النعي…اين نحن من كل هذا.لماذا فقد الموت هيبته وفقدت الانسانية كرامتها؟
– هل تعتقد ان اي دولة من الممكن ان ترسل لك ضحايا جدد وانت لم تقدر او تحترم احزان ضحاياها القدامي؟ بغض النظر عن سبب الحادث سواء ارهابي او فني.
عفوا اعزائي ضحايا الطائرة، نحن المصريون تذكرنا كل شئ، خمنا كل شئ ، ونسينا أهم شئ انكم …224 إنســــــــان.

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …