الخميس , مارس 28 2024
Justin Trudeau
جاستن ترودو

الجالية القبطية بكندا بعد صعود ترودو للحكم

حالة من الحزن انتابت الجالية القبطية بعد صعود الليبرال بقيادة ترودو للحكم، بل أن البعض سيطرت عليهم ليس مشاعر حزن فقط بل مشاعر قلق وخوف أيضا، وبعض المصريين الكنديين المخلصين لبلدهم مصر شعروا أن مصر فقدت مساندة كندا لوطنهم الأصلي، فالواضح أن تردو قد أرتمي في حضن تيار الإسلام السياسي بل أن بعض التقارير تشير أن من بين أعضاء البرلمان الكندي من هم أعضاء في التنظيم الدولي للإخوان. في كل الأحوال نحن كجالية في وضع أسوأ وخصوصا أننا كنا مصممين علي وضع كل البيض في سلة واحدة.
في البداية نحن أخطأنا خطأين كبيرين أولهما أننا كما أشرت أننا وضعنا البيض في سلة واحدة، أما الخطأ الثاني والكبير فهو عدم مساندتنا الجادة لشريف سبعاوي في الانتخابات الداخلية لحزب الليبرال، وليس معني ذلك أن الجالية لم تساند شريف لأنه حصل علي 565 صوت وهو عدد كبير في الانتخابات الداخلية، ولكن كان لديه ما يقرب من ألفين عضو لو خرجوا للتصويت كانت حسمت المعركة، ولو كانت الوقفة جادة كما كانت في الانتخابات الداخلية لحزب المحافظين بمقاطعة أونتاريو، أو الدعم الهائل لمرشحة انتخابات المحليات في الخريف الماضي، أو حتي الدعم المماثل للمرشح الذي خاض انتخابات المحافظين في نفس العام وجميعهم حالفهم الفشل لأنهم كانت مشاريع فاشلة، لو حظي سبعاوي بمثل الدعم لكنا الآن أمام أحد أمرين، الأول هو أن يكسب “بوب ديكارت” وفي هذه الحالة يحتفظ الرجل القريب من جاليتنا بمنصبه، الثاني أن يكسب شريف وفي هذه الحالة يكون الحلم قد تحقق وأصبح لنا ممثلين في البرلمان الكندي، وعند مناقشتي لكل الذين كانوا ضد شريف وقت الانتخابات يقفوا جميعا عاجزين عندما أسألهم هل لو نجح شريف أفضل أم الوضع الحالي أفضل؟؟؟. عموما لن نبكي كثيرا علي اللبن المسكوب بل تعالوا ننظر للغد ونتعلم من تجارب الماضي.
آن الأوان لنا أن نبني جسور من العلاقات المشتركة مع كل الأحزاب وأن نكون متواجدين في كل الأحزاب كل منا علي حسب ميوله وأفكاره السياسية شريطة أن تترجم هذه العلاقات من أجل مصلحة الجالية، صحيح أن الغالبية العظمي من جاليتنا ينتمون لحزب المحافظين قلبا وقالبا، ولكن هناك من ينتمون لأحزاب أخري لكن للأسف نقمع أصواتهم ويكاد البعض منهم لا يعبر عن هويته خوفا من القمع الفكري الذي نمارسه ضدهم، وربما يكون الأقباط بالذات محقين في أن غالبيتهم محافظين فهم يكفيهم أن حزب المحافظين يعي تماما ويقدر خطورة تمدد الإسلام السياسي في كندا، وهذه النقطة تغفلها باقي الأحزاب، ولكنهم غير محقين في قمع المنتمين لأحزاب أخري لأسباب أخري.
النقطة الثانية التي أريد ان اناقشها وهي مسألة الحزن والخوف والقلق التي انتابت البعض وهنا أقول لهؤلاء، أرفع رأسك فأنت كندي فأنت تعيش في بلد المؤسسات واحترام الدستور والقانون، أرفع رأسك ولا تخشي أحد ولا تخاف من أي حد فما بينك وبين من هم في سدة الحكم هو القانون ولا يستطيع أحد أن يأكل لك حق أن كان لديك الشجاعة في المطالبة به.
في كل دائرة يتم فتح مكتب لخدمة أبناء الجالية وكان مكتب “بوب ديكارت” يقدم لنا خدمات عديدة، ولكن معظمنا الآن في دوائر عضو البرلمان بها “ليبرال”، عليك ان تعلم أن كل مكتب يمول تقريبا وليس تأكيدا بنصف مليون دولار سنويا لخدمة أبناء الجالية، فعندما يكون لديك طلب عليك التوجه مباشرة لمكتب النائب وانت مرفوع الرأس فأنت السيد وانت الممول للمكتب لأنك أنت دافع الضرائب، وعندما لا يقضي لك طلبك عليك بفضحة ويمكنك تقديم شكوي لرئيس الحزب نفسه كما يمكنك مخاطبة وسائل الإعلام المختلفة بما حدث وستأخذ حقك وزيادة.
لدينا خبرة طويلة في مقاومة الظلمة لم نخف منهم ولم نتواني عن فضحهم في العالم في بلاد ليس بها قانون فكيف سنسكت في بلد هي الأولي في العالم في حماية الحريات، بل أننا لن نتلون ولن نغير لوننا وسيظل المحافظين مننا محافظين وسنطلب حقوقنا كمحافظين، وأنتظر اليوم الذي ياتي إليه فيه قبطي يشتكي من سوء معاملة موظفي أحد النواب بسبب أنه قبطي لأعطي الليبرال ورئيس حكومتهم درسا لن ينسوه أبدا.

نعم المحافظين خسروا الانتخابات ولككنا معارضة قوية قوامها 99 عضو بالبرلمان سنتواصل معهم وسنعمل معهم جهارا نهارا علي سرعة عودتهم لسدة الحكم فنحن محافظين كنديين، سنضاعف جهدنا سنضاعف تبرعاتنا للحزب سنساند الحزب بكل قوة ممكنة حتي يعود أقوي مما كان، والحزب بدأ طريقة للعودة فالأسبوع الماضي تم انتخاب رونا أمبروز كقائد للحزب وزعيمة للمعارضة وهي سيدة شابة وقوية وقادرة بمساعدتنا جميعا علي العودة سريعا، فارفع رأسك فوق أنت كندي، أرفع راسك عاليا فانت تنتمي لحزب المحافظين.

رؤية وتحليل : مدحت عويضة

شاهد أيضاً

تورنتو

ارتفاع كبير لحالات الحصبة فى كندا

كتبت ـ أمل فرج انتشرت إصابات مرض الحصبة في أنحاء كندا، و تضاعفت أعداد الإصابات، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.