السبت , أبريل 27 2024
اشرف دوس

أشرف دوس يكتب للأهرام …..موت وخراب ديار .

تشير عقارب الساعة إلى التاسعة صباحا، تتخطى “حنان” الزوجة الأربعينية الباب الحديدي للمستشفى الخاص الذي يتوسط مدينة بني سويف ملامحها واهنة ومنهكة في وجهٍ باهت برزت عظامه بشكل ملحوظ، بالكاد تستطيع أن ترى حدود الوجه لكن من الصعب تحديد معالمه على وجه الدقة . نظر لها موظف الاستقبال وقال لها ميعاد الزيارة بعد خمس ساعات يا أستاذة وزوج حضرتك بخير.
بخطوات مترددة وعين قلقة، متجاوزة الأحداث، وبعين متفحصة أخذت تتنقل بجسدها المنهك بين كراسي الاستقبال، لتستقر في النهاية على أحدها في انتظار بدء زيارة العناية المركزة.
بكلمات تخرج من ثغرها ثقيلة بدأت الزوجة رواية تفاصيل حكايتها قائلة: “تزوجت بطريقة تقليدية منذ عشرون عام وزوجي دمث الخلق والكل يشهد له بالتقوى والصلاح، و لا يفصلني عنه سوى سنوات معدودة، وميسور الحال.
منذ ثلاثة أيام أصيب بجلطة بالمخ. أسرعت بة للمستشفى لعلمي بأهمية الوقت في تلك الحالات وكان قرار الطبيب المعالج وضعة في العناية المركزة لخطورة الحالة واستغراق الجلطة معظم المخ
تواصل الزوجة حديثها بصوت وهن: “وما أن خطت قدمي العناية حتى اكتشفت الإهمال في أبشع صورة أطباء حديثي السن قليلي الخبرة المنوط بهم رعايته ومدير العناية يحضر لدقائق يوميا يتركون العمل للممرضين ويتناولون طعامهم داخل العناية إهمال في كل شيء قاموا بتشويه يديه بسبب الفشل في إعطاء الحقن بالوريد وعدم مراعاة ابسط القواعد الطبية والضمير .
حاولت عدة مرات نقلة للقاهرة لمستشفى متخصص ولكن الطبيب المعالج اقر باستحالة هذا الآن. قطع حديثها صوت صارخ يطلب صعودها للحسابات بالدور السابع
سددت المبالغ بسرعة واحتفظت بإيصال السداد وقامت بزيارته ووجدته فاقدا الإحساس بما حوله تماما.
يوميا كانت تزوره هي والأهل صباحا ومساء على أمل تحسن الحالة والشفاء
بعد مرور سبعة أيام من التواجد بالمستشفى يستيقظ جميعهم على واقع أسوأ ما سمعت آذانهم، وأشد ما قرأته أعينهم إيلاما للنفس، جملة واحدة تكررت مرارا تكاد لا تتعدى في كلماتها أصابع اليد الواحدة، أضحت مرادفا لمعاني الألم والحزن، البقاء لله المريض توفى .
بعدها بعدة أسابيع جلست داخل منزلهما و تذكرت كلمات زوجها رحمة الله أن المستشفيات الخاصة في مصر كل ما يشغل بال ملاكها هو الربح وجميع المال الوفير دون اى رعاية طبية فاعلة أو أصلاح للإهمال المنتشر بها .. وان الرعاية الطبية في بني سويف وفي مصر بشكل عام ظلت الطريق ولم تعد موجودة داخل المستشفيات الحكومية أو الخاصة.
لينطبق عليهم المثل القائل
«موت وخراب ديا ر»

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.