الجمعة , مارس 29 2024

إنتخابات أونطة ….. هاتوا أصواتنا ..!!

سير إنتخابات مجلس النواب جعلني اتذكر في أول شبابي أي وانا في اواخر الصبا .. عندما ندخل أنا واصدقائي السينما ونفاجيء أن الفيلم مستواه غير فني مقارنة بعظمة الأفلام التي كانت في وقتها .. نقوم نحن الشباب وخصوصا بتوع الدرجة ” الترسو ” والتي كنت دائما من زبائنها , ونهتف ونصيح ” سيما اونطة .. هاتوا فلوسنا ” …. ” سيما أونطة .. هاتوا فلوسنا “……      

    هكذا كان سير الإنتخابات لمجلس النواب .. بعد ما رايت بنفسي في أغلب اللجان من اغلب الناس يجرون لاهثين وراء المال السياسي .. ويا ليت هذا الفعل حدث في لجنة او لجنتين في الدائرة التي كانت تخصني .. بل في جميع اللجان بالدائرة . وأحب ان انوه أن كل كلماتي في هذا المقال هو تعبير شخصي لي , ولا أحمّل غيري أن يقبله او لا يقبله .. فواضح ان درجات وجهات نظر الشعب المصري بدأت تختلف بعد يوم 25 يناير 2011 والذي يُقال عنها ثورة . فتحولت عِزة النفس التي كانت صفة حسنة إلي صفة لاتتماشي مع التغيرات التي أحدثتها الثورة عن طريق الإخوان والسلفيين من أيام إجتياز مراحل الإنتخابات السابقة . و لأنهم كانوا علي علم كبير أنهم منبوذين من المصريين وأغراب عن الشعب , زرعوا أول المباديء غير الشريفة أولها بخلط الدين بالسياسة وثانيها بتوزيع المواد التموينية وثالثها بالمال السياسي . والمشكلة الأن أن عمليات الإنتخابات بالمال السياسي هي التي تبقت .. حتي انه أصبح شيء لزوم الشيء … أما خلط الدين بالسياسة وتوزيع التموين قد فشلا فشلاُ سريعا .       

 بعد الثورة الحقيقية 3 – 6 عرف الشعب ان الشعارات الدينية لا تجدي شيئا .. فتركوا هذا المبدأ .. وبعد ترشيح الرئيس السيسي رئيسا .. قامت الحكومة بتنظيم المواد التموينية جميعا .. ففشل توزيع المواد التموينية في إستخدامها في الإنتخابات .. أما المال السياسي لم يفشل , بل إزداد بطريقة سافرة وعلي الملا .. والفضيحة الكبري كان المال السياسي يتم ممارسته امام اغلب اللجان علي مرأي من الشرطة .. وكان تبرير الشرطة انهم مكلفين فقط في حفظ الأمن والنظام , وسلامة الجمهور .. قُولنا وماله .. وفعلا كان النظام احلي مشهد من مشاهد عمليات الإنتخاب .   

   وصلت شكاوي كثيرة للجنة العليا للإنتخابات , فكان ردها أن هناك افراد من طرفهم يباشرون ويفتشون اللجان علي مستوي الجمهورية ” كلام في الهوي ” ولم نلتقي منهم اي مخالفة واحدة .. بالإضافة أن حجرة العمليات التي تتلقي الشكاوي لم يصل لها اي شكوي عن مخالفات بيّنة من قبل اقسام الشرطة او النيابات القضائية  … سألنا مندوبين المرشحين عن هذه المهازل التي تحدث خارج اللجان , فكان ردهم أنهم مسئولون ومراقبون فقط عما يحدث داخل اللجان مِن تزوير ومراقبة اي مخالفة وسلامة خطوات الإنتخاب طبقا لما هو مُعطاه لهم.       

اما الإنتخابات الجماعية فكانت فضيحة الفضائح .. فكان اعضاء المرشحين بقيادة بعض البلطجية, يشحنون الناس وفي ايديهم المبلغ المتفق عليه .. وكان التوك مسئول عن توصيلهم لمقرات لجانهم و ترجيعهم إلي المكان نفسه … وصلت تعريفة توصيل التوك توك للقيام بهذه المهمة 60 جنيه للمرة . الشوارع اتملأت بالتكاتيك , وكأن الشوارع خرجت من بالوعاتها المفتوحة هذه الصراصير وعفانة السلوك نفسه . وانا لا أعيب بالكامل المرشحين بل أعيب هؤلاء الأفراد الذين يقدرون عددهم بالألاف من السيدات و الرجالة .. وشر البلية ما يضحك نزل الشباب ليس للإنتخاب بل لتحصيل المبالغ لمزاجهم الخاص.. وفي لحظة استحواذها يجرون سريعا علي افراد معينة واقفين تحت عواميد النور يوزعون المخدرات عيني عينك أمام الشعب والشرطة .. والشرطة لم تفعل أي إجراء ضد هؤلاء التجار  “بحجة أنهم ليسوا شرطة مخدرات” , مشهد غريب , وبقدر انه مشهد تدمع له العيون إلا انها تثير الضحك علي درجة الذكاء السلبي لهؤلاء الشباب .       

 لا تقل لي أن الشعب شعب مش “لاقي ياكل” .. او ان هناك طبقة أمية لا يفهمون .. لا تقل لي اين الوظائف التي تجمع هؤلاء الناس للعمل فيستغنوا عن المال السياسي ؟ .. لا تقل لي اي سبب أخر … اولا وبعيوني وجدت افراد المرتشين من جميع الطبقات , الفقير والغني حاملين الموبيلات.. وللأسف جنب اللجان يوجد مسجدان … بعد ما تنتهي الصلاة يذهب البعض مهرولين إلي الأفراد المنتشرين بطول الشارع وفي ايديهم رزم المال السياسي … واظرف شيء أن اي فرد منهم يدور حول كل مندوبي المرشحين ويأخذون منهم ما فيه النصيب … فلوس بالهبل تنساب من مرشحين الدائرة والجدع هو اللي يرفع الفيزيته .. ومن المضحكات الباكية علي مصر تسمع شلة من السيدات او الرجال يقولون لبعض ” ننتظر كمان شوية  عشان عندما نقترب لنهاية الوقت اكيد المعركة هتتأجج والتنافس سوف تزداد وتزداد معها الفيزيتة ” المال السياسي ”   أغلب الشعب ذكي لكن خسارته يتوجه  للأعمال غير صالحة .         

أظن بعد ما رأيت ما كان يحدث , لا أثق في هذا المجلس المنتظر .. اشك فيه … سوف يكون مجلس قائم علي قدم واحد .. أما القدم الأخر سوف يكون بلا فائدة .. فعدم وجود  أغلب النواب اعظم بكثير من وجودهم تحت القبة .. فسوف تتكرر مشاهد النوم والسرحان لأغلب النواب المحترمين . خسارة يا مصر .. فقد اطلقت انا علي مجلسك بإسم مجلس “الطناش” .. وكلمة طناش لها قصة ترتبط بمجلس الأمة في الوقت الذهبي للبرلمانات ..       

يُقال انه من ضمن نواب مجلس الأمة ايام سعد زغلول .. نائب يقولون انه من اصل أرمني او يهودي اسمه ” مسيو طناش ” له قرية علي اسمه في محافظة الجيزة بإسم “طناش الوراق” وكان سمين زيادة وكثيرالنوم .. فعندما كان رئيس المجلس ينده عليه ” يا مسيو طناش تحدث عما يدور في احلامك ..” فيرد عليه باقي الأعضاء ” طناش نائم ” وانتشرت وإشتهرت كلمة طناش علي كل مَنْ لا يسمع الحوار ويكون سارحا في موضوع أخر .. او يكسل ان يقوم بعمل مُوكل اليه فيقولون عليه ” ضاربها طناش ” .

هل ياتري بعد كل هذا التهريج ومسخرة المال السياسي في اغلب اللجان سوف نجد مجلس طناش … أم نصرخ ونقول ” مجلس أونطة … هاتوا اصواتنا ” … مجلس أونطة .. هانوا أصواتنا !!!!!!.

  ربنا يعينك يا ريس .. وتزق السفينة لبر الأمان .. لكن ثق تمام ان وراك  شعب عظيم أحبك ومستعد ان يفدي نفسه من أجل مصر … ولا تتقيد بالمجلس لو اتضح انه طناش…!!!

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.