الثلاثاء , أبريل 30 2024
الكنيسة القبطية
نبيل المقدس

مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني .. متي 2 : 15

نبيل المقدس

ليست صدفة أن يخلق الله مصر بشعبها ذوي الصفات المتميزة والتي تتباين كثيرا مع باقي الحضارات التي كانت

موجودة قبل مجيء المسيح .. فقد أوت مصر شعب اليهود اكثر من 440 سنة .. واخرجهم من مصر بطريقة

معجزية لأنه جاء الوقت أن يذهبوا إلي ارض الميعاد حيث يأتي منها المخلص .. وكان اليهود هو الشعب المختار ا

الذي يأتي منه الحمل الذي سيحمل خطية العالم.

ولولا أخلاقيات المصريين القدماء لما أوحي الرب يوسف في حلم هربا من قتل الطفل بأوامر هيروديس الكبير

بقتل كل الأطفال حتي سنتين , تخوفا من أن يصير الطفل المولود في بيت لحم يأخذ المُلك منه

كما قيل له من الكهنة والفريسيين عندما قابل الماجوس .. مع أن المسيح أتي لكي يكون

الملك الروحي وليس الملك الأرضي.

كانت مصر هي المكان الوحيد والطبيعي الذي تعود اليهود أن يهربوا إليه

كلما صادمتهم إضطهادات , لذلك تكونت في كل مدينة في مصر , جالية كبيرة من اليهود

حتي وصلت الجالية اليهودية في اسكندرية نحو مليون يهودي في هذا الوقت.

إستقبل المصريون يسوع والعائلة بترحاب كبير 

ولم تجد العائلة اي صعوبات في التجول حول مصر

ويتنقلون من مكان إلي مكان .. لكي تتبارك مصر كلها بوجود الطفل في محيط مصر

لكي يتم النبوةالتي جاءت في اشعياء النبي ” مبارك شعبي مصر ” .

خرجت حكايات وقصص وأخبار كثيرة عن تسلسل الأماكن الذي باركها الطفل يسوع

وكان محط بركة عليها حتي الأن .. ومن ضمن القصص الجميلة واتمني ان تكون واقعية أن عصابة

هاجمتهم في الطريق إلي مصر .. وارادت قتلهم لأخذ ما لديهم من مقتنياتهم البسيطة

إلا ان أحد هؤلاء اللصوص نظر إلي الطفل الصغير , ورفض أن يلحق به و بأبويه أي ضرر 

ووجه كلامه للطفل يسوع قائلا : أيها الطفل الصغير , إذا جاءت ساعة ما إحتجتُ فيها إلي رحمتك 

فأذكر هذه اللحظة .. ولا تنسي ما فعلته لك . !.. ويُقال أن إسم هذا اللص ” ديماس” ,

وأنه هو اللص الذي تاب في وقت صلب المسيح واللصين .. وهو الذي قال ليسوع علي الصليب ” إذكرنى يارب

متى جئت فى ملكوتك .. قال له يسوع إنك اليوم تكون معى فى الفردوس “.

عندما مات هيروديس الملك .. إنقسمت مملكته إلي ثلاثة علي اولاده .. تولي أرخيلاوس حكم مقاطعة اليهودية .. وتولي هيروديس انتيباس حكم قطاع الجليل .. وتولي فيلبس حكم الجزء الواقع وراء الأردن . وكان أرخيلاوس حاكم اليهودية حاكما قاسيا ادرجة انه استهل حكمه بقتل 3000 من اشراف اليهودية .. لذلك عندما فكر يوسف والعائلة المقدسة الرجوع إلي فلسطين إختاروا الإقامة في مدينة الناصرة بقطاع الجليل خوفا من أرخيلاوس .

ولدينا مشكلة هنا في الجزء الختامي لإنجيل يوحنا حيث يشير إلي نبوة تقول ” أنه سيدعي ناصريا ” .. فقد واجه المفسرون صعوبة كبيرة حولها .. وذلك لأنه لا توجد أية في العهد القديم بهذا المعني .. حتي مدينة الناصرة نفسها غير مذكورة علي الإطلاق في نبوات العهد القديم . لكن كلمات الله صادقة .. فبعد الدراسة الجدية وإرشاد روح الرب 

إذ أن من المعروف أن الكتاب الأقدميين , كانوا مغرمين بإستخدام الألفاظ المحسنة والكناية في اساليب الكتابة .. وهذا ما طبقه متي البشير , أنه كان يشير إلي الأية التي جاءت في إشعياء 11 : 1 ” هو يخرج قضيب من جذع يسي وينبت “غصن” من أصوله ” .. وتعني كلمة ” غصن ” في الأصل العبري كلمة ” ناصر” .. اي انه” سيدعي غصنا ” .. أو ناصريا .

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.