السبت , مايو 4 2024

عباس حلمي الأول، الوالي المجنون الذي أبغض الاقباط .

تاريخ من الكراهية يعيد نفسه مع كل حكم لدولة الخلافة الدينية والتوريث الذي توالى على مصر. إنه هذه المرة تاريخ الخديو عباس باشا حلمي الأول الذي حكم مصر بين عامي” 1848- 1854″.حيث يعتبر عهده رمزاً للتخلف والرجعية لكراهيته للعلم فأغلق الكثير من مدارس مصر وقام بتسريح الجيش و وقفت حركة نهضة مصر في عهده التي كان قد تولاها جده محمد على باشا.وقام بإقصاء كل خبراء النهضة والإصلاح والعلم وأستبدلهم
بأخرين فرنسيين حتى أصبحت عبارته الشهيرة رمزاً للتخلف، حيث أخذ يقيس كل شيء بعبارته « ينفع أو لا ينفع » وقد دخلت معظم المشروعات في طائفة ما لا ينفع لا لشيء !
كان لنفوذ القنصل البريطاني عليه كبيراً، حيث كان يستعين به في ضد الحكومة العثمانية وتدخلها في شئون مصر، وكان من مؤيدي المنهج السلفي في جزيرة العرب حد أنه دعم شيخ الوهابية محمد بن عبد الوهاب مؤسس المنهج الوهابي في الدولة السعودية الأولى وقام الخديو بتهريب إبن عبد الوهاب من أسره في مصر على يد إبراهيم باشا الذي خاض حربه ضد الدولة السعودية الأولى، حد أن هذا الخديو المتعصب أول من أقام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مصر.حتى أنه عندما توفى عمه إبراهيم باشا الذي دحر آل سعود، قاموا بإستدعائه من جدَّة ليخلفه.
كان شاذا في حياته، يسئ الظن بالناس حتى أقرب الناس من أفراد عائلته، توغل في بناء قصوره بالصحراء البعيدة عن المدينة. مثل قصر صحراء الريدانية التي تعمّرت وتحولت لمنطقة العباسية بالقاهرة، وبنى قصرا في بنها على ضفاف النيل وهو القصر الذي قُتل فيها كنهاية لأي حاكم ظالم.
وكم حظيَّ الأقباط بالنصيب الأعظم من الكراهية وتعصب وصل به الأمر حد تضييقه الحياة والعيش عليهم وإخراجهم من المناصب المرموقة بالحكومة وطردهم من دواوين الدولة. فقد كانت وظيفة الدواوين يتميز بها الأقباط وقام بتسريح الجزء الأكبر منهم حد أنه أصدر قرار بنفي جميع الأقباط للسودان.
كتب المؤرخ محمد أمين حسونة في كتابه “كفاح الشعب من عمر مكرم إلي جمال عبد الناصر” وأنه كان يكره الأقباط وإضطهدم أشد إضطهاد حد فكر معه في التخلص منهم. وعزم علي تقليل نفوذهم في دواوين الحكومة، فاختار 4 من طلبة المدارس الأميرية وسلمهم لرؤساء الدواوين الأربعة الأقباط ليعلم كل واحد منهم مسك الدفاتر والتدريب علي الأعمال الحسابية. بحيث يكونون قادرين علي إدارة أعمالهم خلال سنة كاملة. وإلا سيقتل من يخالف أوامره.
فكانت مهمة من تبقوا هو تعليم الطلاب المسلمين غير المؤهلين خلال مهلة سنة الإحلال الوظيفي. ومن يفشل من الإقبا يحكم عليه بإغراقه في نهر النيل . و وصل الأمر بكراهيته حد إقصائه كبار موظفي الدواوين الأقباط إلى السودان حيث ما يعرفوا اليوم ( بأقباط السودان) و الذي خطط فيه لإقصاء كل أقباط مصر تدريجياً إلى هناك. لولا تدخل كبار علماء المسلمين ومنهم مفتي الديار الإمام الأكبر إبراهيم الباجوري الذي تصدى له ورفض قرار النفيّ بأن الأقباط من أهل الذمّةن قائلاً له: الحمد لله الذي لم يطرأ علي ذمة الإسلام طارئ. ولم يستول عليه خلل حتي تعذر بمن هم في ذمته إلي اليوم الأخير. فلماذا هذا الأمر الذي أصدرته بنفيهم؟
ولكن كان الموت بإنتظاره قبل أن ينفذ مخططه الشيطاني بساعات قليلة و لم يمهله لتنفيذ قراره حيث وُجدّ مقتولاً شر موتة في قصره بمدينة بنها. لينتهي معه عهداً مظلماً من السواد ضد الأقباط و بأسوء خاتمة لحياته.

2

شاهد أيضاً

زكي رستم فلسفة الفن وفن الفلسفة !! .

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي . فنان كبير ومتعدد المواهب زكي رستم الذي حول الفيلم …

تعليق واحد

  1. كما بنى الخديوى عباس الأول قصرا على جبل فى منطقة سانت كاترين بسيناء لكنه لم يتم بناؤه ومازالت أطلال ذلك البناء قائمة حتى الآن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.