الأحد , أبريل 28 2024

أورورا ربة الفجر والصباح وشفق المطر

بقلم : نانا جاورجيوس

=========

أورورا؛ أكنتِ تعلمين،

وأنتِ تشقين سمائنا

لتزيحين ظلام الليل

لتعلني ميلاد شمس النهار

بأن نجومنا ستمتزج لمعتها بضوء فجري

وأن الحزن سيستيقظ على حافته

فقد لا يمنحنا للخلود مستقراً؟ ؟

وأنتظرتكِ يا شقيقة القمر،

عند شفق الشمال،

فوجدت الحب وحده لم يكفنا

ليلجم عواصف الخريف

وأمواج عاصفة عند شمس الأصيل

فلا بوابات للرحمة تلوح في أفقه.

وفي الحب كما الحلم كما الحياة بلا يقينيات

فرأيتنا سجناء فردوس الأرضيات.

ثم ماذا ينتظرنا وراء الموت،

بعد أن صرنا في عِداد الأحياء قيد الأموات؟

وأي حلم نشتاقه ليشبهنا نهاره

بعد أن تعرينا من أوراق شتائنا الخفيفة

كما جُرّد أبوانا الأقدمين.

وأشتهيت أعلمكِ كيف نحيا الموت مرتين

وكم من مرة كُسرنا الكأس اليتيم

عند نشوة أعالي الفرح.

وشيخوخة تزحف عند حواف المشيب،

وحدهم أطفالنا و برائتهم سيحلمون.

فكم راودتنا ذاكرة أحلامنا الصغيرة،

فالحلم بات ذنباً لا يُغتفر،

ينام بعراء صحراء ربعنا الخالي

وعطش حنين يكبر خارج جنتنا.

تعالِ نعزف قيثارة المطر ونغمة من وتر

تغزلي فيها بماء الروح،

فتلوني أصداف البحر،

فتغفو تنهيدة أنفاسنا عند ثغر السَحَرْ.

أمنحينا فجر المستحيل

تضيئ فيه فراشات المطر فتشعل القناديل

فأنحت لنا أبيات من قصيدة اللامنتهى،

وألون عنوانها بريشة قُزحية

فننقش حروفنا عهد أبدياً على جدار القمر

و أنّا مررنا من هنا ذات صدفة عمرٍ .

– تيثونوس؛ قلتَ تعالِ نحيا أحلامنا الصغير،

أيمكن للحب أن ينكر نبيذ أشواقنا،

و أن يصير تفاحة، يُدسّ فيه بذرة فنائنا ؟!

بلا يقينيات صرنا، لتحمنا

من بحر صارت تعصف بنا أمواجنا

بلا وجهة نمتطي ظهرها لبر أحلامنا.

لا تحزن، فحلمنا كم أمتلأنا به،

كل المواسم والفصول،

ستحيا طويلاً لأبداً الدهور،

تعلمني فيه كيف أصير إمرأة شبابك.

فكم عمد ملح البحر برجفات شفاهنا

وكم فرشنا بالطرقات،

و بأزقة طروادة أحلامنا،

صارت مدينة صدفتنا،

تبكي الآن فراغ وجودنا.

قد تهدأ الأنفاس وتتقطع

ولكن دمائنا لا تعرف كيف تخون نبضها

فالحب لا يموت بين يديك

وقد صرت للحب أيقونته.

غداً سيمنحنا جوبتر عمراً،

ليسدْ بوابات حجيمنا،

ويمنحنا للخلود سكينة

وهناك نرتاح من ألمات أوجاعنا.

نمشي بطريق الآلهة العطشى،

كي نشعل قنديل رجفة حنيننا، لأقول لكِ كم أحبك ،

و مهما هرمنا وضاع منا طريقنا،

وسيبقى الحب،

نسرق منه وشوشات فراشاته

ولو صرنا أصداءاً لأصواتنا

في هزيعنا الأخير.

كنار بذاكرة الرماد سيرنا إليه بإرادتنا.

انتظرني عند منعطف كل فجرٍ،

أرتدي شفق الشمال القزحي،

لأمتطي المطر أسفاراً .

انتظرني فقط لأقول لفجرنا،

كم من الزمان نحتاجه،

نشتاق فيه لقائنا.

10350443_1003289223064126_5079386218892537725_n

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.