الجمعة , مارس 29 2024
محمد شلبى

انكسار .

بقلم : محمد شلبى أمين
انتهى بنا الوقت إلى مكان فسيح ،يتسع لعدد كبير من السيارات الفارهة أمام ناد لفئة محدودة من البشر ،ليس لكل البشر ،صبيان لم يتجاوزا العاشرة ،يصنعان مالم نستطع أن نصنعه ،يصنعان حياتهما بأياديهما مبكرا ،قليل من الجهد ،كثير من الفائدة ،شىء لا يستطيع أن يفعله كثيرمن الناس ،لكنهما يستطيعان ،نراقب جيدا تحركاتهما ،إشاراتهما ،حتى المفردات الخاصة التى يستعملانها فى الكلام .أخذتنا الغيرة على مستقبلنا الذى أمست معالمه تائهة ،وقفنا سويا فى لحظة واحدة ،دون إشارات مسبقة ،مشينا فى صمت ،وقفنا أمامهما ،نظرنا إليهما باحترام ،التفت كلانا للآخر،أحدنا خوجة عربى ،لم يعترف به ،والآخر خوجة تاريخ، نسيه التاريخ ، نسينا من نحن ،وماذا نريد ،لم نحس إلا …..حمل كلانا فوطة صفراء ودلو به ماء ،نفعل مايفعلان ،نقول مايقولان :أيوه ياافندى..أمرك ياباشا ،ارجع للوراء ،اطلع للأمام ،يمين شوية ،شمال شوية،حاسب وراك عمود ،أيوه ..كده، الله ينور عليك ..ياقمر ،ينزل سعادته..وسعادتها فى كبرياء يقصم ظهر الجبل ،ننحنى أمامه ،نهم فى عملنا بجدية شديدة حتى يرى المجهود الخرافى المبذول فى أقل وقت ممكن فيجزل العطاء ،نمطره بوابل من الشكر والترحاب .
نتركه ونجرى نحو القادم ،نفعل ما فعلنا مع سابقه ،ينتهى اليوم الشاق ،الطويل بطول عمرنا التعليمى المقهور ،نجلس بجوار جدار انحنى بفعل الزمن ،سكن كل شىء ،صمت كل متحدث ،نعد حصيلة يومنا ،كل ماجمعنا كل على حده ،نعد بكل جنيه سنة ،وكل عشرة ننسى أننا كنا..
يفاجئنى ..إلى متى؟
يعلو صوتى 33،32،31.

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.