في قديم الزمان اتى بعض النساجين للملك واوهموه أن فى قدرتهم نسج ثوب ملكى لا يراه غير الأذكياء فقط، وكان لهؤلاء النساجين قوة اقناع مكنتهم من الملك فوثق بهم، وطلب منهم على الفور البدء فى هذا الثوب، وقال لهم انه بهذا سيعرف من هم الاذكياء من حاشيته.
ذهب بعض من الحاشية يرون سير العمل، فكانوا يرون النساجين منهمكين فى العمل
ولكنهم لم يستطيعوا أن يروا الخيوط التى بين اياديهم، ولخوفهم من اكتشاف غبائهم
كانوا يوافقون عندما يشير النساجون للألوان الزاهية فى هذا الطرف من الثوب، او تلك النقوش فى الطرف الآخر.
وكان الكل يأتي للملك يصف له ما رآه فى الثوب الفاتن والكل يخشى البوح بأنه لا يرى شيئا لكى لا يكتشف غباءه ويفقد منصبه.
قرر الملك أن يرتدى هذا الرداء فى حفلة كبيرة، وعندما اتى النساجون بالثوب بعد اكتماله كانوا يخرجونه من الصناديق بكل حرص
وبينما كان الجميع لا يرون شيئا كان كل من فى الحاشية يتبارى بإبراز ما يعرفه عن الثوب مما قاله له النساجون من الألوان فى هذه الجهة والتطريز فى تلك الناحية،
وانصرف النساجون بعد ان البسوا الملك ثوب الوهم، وكان الملك فى حيرة لأنه اكتشف انه اغبى من كل حاشيته الذين يرون الثوب وهو لا يراه.
صدم ايضا كل حاضري الحفل فى ذكائهم لأنهم لا يرون شيئا والكل يخاف الإعلان، حتى خرج لهم طفل لم يهمه ان ُيتهم بالغباء وقال للجميع بصوت عالي ان جلالة الملك عارى وليس عليه أي ثوب. عندها افاقت الحاشية من غفلتها وغطت الملك بثوبه القديم ولكن ناسجي الثوب كانوا قد ولوا الادبار بما اصابوه من نقود الملك الوفيرة.
لا تظلموا الأزهر لأنه مثله مثل الكثير من هذه المؤسسات المصابة ببلية ثوب العرى
والكل يتأمل فى هذه الجزئية من هذا الثوب أو تلك النقوش فى هذا الطرف، بل هناك من يصور هذه النقوش أو تلك الزركشة بأنها اعجوبة علميه ويُدرس بها الطلبة من الابتدائي للجامعة
ويتخرج الوف الألوف ليتغنوا فى جمال الثوب الذى يعرى مرتديه. وملوك الشرق ومعظم مفكريها ايضا لا
يستطيعون أن يقولوا أنهم لا يرون شيئا والكل يخاف أن يقول الحقيقة، بل وصل الأمر أنهم خدعوا انفسهم بأنفسهم وصاروا مصدقين لتلك الخزعبلات أو هذه المهاترات
ووضعوا ايضا هذا الثوب فى اماكن التقديس ومنعوا الاقتراب منه او الجدال فيه، وصار من يتلفظ بان الملك عارى مثل فرج فودة او اسلام البحيرى او سيد القمنى يقتلونه او يقدمونه للمحاكمة لكى يقطعوا لسانه.
كارثة هذا الثوب امتدت لكى تقتل حتى البسطاء الذين لم يعرفوا او يتلفظوا بالثوب العارى سواء في نيجيريا او فرنسا او سانت برناردينو وغيرهم
لأن هؤلاء العراه أصحاب الثوب العاري مقتنعين ان الكل لابد له وأن يبجل ويسبح بعظمة هذا الثوب الذى يعرى، والويل كل الويل للكفار الذين يلبسون الثوب الذى يغطى او حتى لا يقدسون ثوب العراه.
والملك الأعلى اخفى زركشة ثوبه الحقيقي الذى يغطى عن المتمسكين بثوب العراه واظهره للأطفال الذين يصيحون “الملك عارى ولا أرى ثوبا او زخرفة ولا منقوشات ولا اعجاز علمي فكله عرى في عرى”
(اعتذر اننى اقتبست جزء من هذه المقالة من مقالة قديمة لى نشرتها من قبل عام 2010 بعنوان “كله عرى في عرى” ولقد سعدت بعدها أن أكثر من كاتب من الكتاب الكبار قد اقتبسوا نفس الفكرة في مضمون مقالاتهم.)
تهانينا للبشرية جميعها بميلاد طفل المزود الذي غطى البشرية كلها بثوب الخلاص والبر الذي يدثر ولا يعرى… لكن لمن يريد.