الثلاثاء , أبريل 30 2024
الدكتور : إيهاب أبو رحمة

د. إيهاب أبو رحمه يكتب عن :حرب الاخلاق .

اين كنا و كيف اصبحنا والى اين نحن ذاهبون ؟ شعور بالمرارة لأوضاعنا و اخلاقياتنا. لماذا تقل اخلاقياتنا تدريجيا والى اين ستصل بنا؟
سؤال اطرحه على نفسى كثيرا و لست مثاليا بالقطع و ان كنت اتمنى الاقتراب من المثاليه و لكنه حزن على عالم كثر فيه النفاق حتى اننا نرى من لا يجد غضاضه في ان يبيع نفسه ليعيش على جثث الاخرين ,حتى اننا نرى من يأكل على كل الموائد متخيلا انه يحقق غايته و يستمر في مناصبه !! حتى اننا نجد من هو على استعداد للتفريط في أعز من يملك او ما يملك من اجل الحفاظ على مكتسب اكتسبه .
وما اكثر المنافقين في زماننا و لعله اكثر اسباب الفساد و الانهيار الأخلاقي في زماننا و السبب الرئيسي في الظلم ف النفاق يتسبب في ظلم الاخرين الاكثر اجتهادا و جهدا بالطبع اضافه الى المحسوبية التي دمرت أي مؤسسه كانت ناجحة ف اصبح الاختيار على اساس المحسوبية لا على التفوق بل و اضحت هناك وظائف عديده حكرا على اصحاب الواسطة من الفشلة و الذين لا يمتلكون الا المحسوبية كسلاح لخطف مناصبهم المستقبلية مما ادى بالطبع الى انهيار الحرفية و التقدم و الابتكار في مثل هذه المناصب و اصبح الجمود هو سيد موقفها.
نجد من يلهث ورا حقوق و املاك غيره املا في بناء مستقبل لأبنائه ظانا انه الصانع لمستقبلهم ناسيا و متناسيا وجود الله .نعم ديننا يحثنا على العمل للمستقبل و لكن في حدود اخلاقيات ديننا الحنيف و بعيدا عن ظلم الاخرين و التجبر عليهم متناسيا ان الله وعد بنصره المظلوم و لو بعد حين , و كأنه لا يعلم حديث سيد الخلق رسول الله (ص)
(أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ) [رواه مسلم] وما اكثر الظلم في ايامنا و ما اكثر الظالمين الذين يستحلون كل ما هو حرام بكافه انواع الظلم من اكل مال حرام , من اكل مواريث شرعيه , من بخس الناس اشياءهم والضحك عليهم بقيم اقل كثيرا من ثمن بضاعتهم او املاكهم التي هي في ايديهم , من استغلال حاجه الاخرين , من قتل برئ و استحلال دماء الابرياء طمعا في ما ب ايديهم, من تعذيب ضعيف حبا في ما يملكه ,من الشماتة في الضعفاء و البسطاء .
وما اكثر ظلم الانسان لنفسه اولا و لكن ما اشد ظلمه للأخرين ,فظلمك نفسك هو ذنب بينك و بين رب العباد لكن ظلمك الاخر لا يسقط ابدا الا اذا سامحك هذا العبد الذى ظلمت.
كثيرا ما نسمع عن من باع ابن من ابناءه طمعا في مال و من عذب اباه او حتى قتله طمعا في مال ابيه او استعجالا لقدر الله من اجل ان يرثه ..أي زمن هذا الذى نعيش !!!!
حتى الصداقة اصبحت عمله نادره و كيف لا اذا كانت الأخوة نفسها تنقرض و تذهب ادراج الرياح ,حتى اننا نجد بعض الأخوة يتقاتلون في حاله وجود اختلاف فكرى لم يصل الى مادى ناهيك عن الخلافات المادية .و تجد بعض الاصدقاء من يتخلى عن صديقه من اجل مصلحته الشخصية .
كل هذه الاخلاقيات المنهارة انما هي سبب مباشر لضعف الدين و عدم فهم صحيح الدين , لما لا و نحن نجد الكثير ممن يدعون انهم يعلمون الدين للناس لا يصلحون ان يكونوا قدوه لغيرهم لانهم يقولون مالا يفعلون و لا يجاوز القرآن حناجرهم فكيف للشباب ان يقتدى بهم ؟. علاوة على الجهل المنتشر و الفقر الذى ينتشر في بلدانا و السعي خلف المادة مما ادى الى فقدان الاجيال التالية للتربية السليمة .
و ما اكثر من يلفت الانتباه ان الأمانة اصبحت في مجتمعنا و كأنها لم تكن من قبل فقد ضاعت الأمانة .و من الاعجب اننا نجدها في شعوب اخرى لا تعرف من الاديان الا اسماءها و لكنهم يعملون ب الاديان دون علمهم بها فمع الاسف اصبحت الاخلاق منفصله تماما عن الاديان مع انه من المفترض ان الدين هو من يقومها فكيف لهؤلاء لو عرفوا اسس ديننا الحنيف و ساروا عليه ؟؟؟
العيب فينا و ليس في ازماننا و في بعدنا عن تعاليم ديننا و في طمعنا في كل ما في أيدى الاخرين .لماذا لا نترك ابناءنا يسلكون طريق حياتهم ب انفسهم لا ان نقتل الاخرين و ندمرهم من اجل مستقبل ابناءنا ؟؟ ف الاصل هو التربية الطيبة و من بعدها العمل للمستقبل لا ان نظلم من اجلهم و لنعلم ان ظلمك لغيرك سيعود اليك و قد يكون من اقرب الناس اليك الذى حاربت و ظلمت من اجله .. ابنك !!
الحياه مهما طالت قصيره فعش فيها بسلام دون ظلم دون استعلاء و افتراء ..كل له نصيبه فيها ورزقه اسعى كما تشاء بحريه و لكن اعلم ان حريتك تقف عند حريه الاخرين و حقك يقف عند ظلم الاخرين و نصيبك من الدنيا حده نصيب الاخرين .. ومهما سكنت في قصور الدنيا ف المصير الاخير محدود الابعاد لا خيار فيه …ف تعقلوا .يا ساده….!!!
د.إيهاب أبورحمه
ehababurahma@gmail.com

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.