الجمعة , مارس 29 2024
الدكتور إيهاب أبو رحمة

الطب و سنينه .

د.إيهاب أبورحمه 

لا أضع نفسى فى صوره حامى الطب و لكنها الغيره على مهنه إمتهنتها و غيرى من الالاف من الاطباء ,تعبت من أجل الوصول لها كغيرى ,أحببتها إلى درجه العشق .

وصل بنا الحال أن نحاول الهروب منها و تركها و السبب هو هذا الجهل المتعمد او السعى وراء الشهره من قبل صحفين لا يعرفون إحترام مهنتهم .

نعم هناك أخطاء من الاطباء لا ننكرها و لكنها أبدا لا تمثل نسبه يعتد بها ب المقارنه مع كم الخدمات التى يبذلها أى طبيب فى مصر ,نعم هناك تقصير من قبل الاطباء تجاه المرضى المصريين ولكن أرفض تماما تحميلهم السبب فى هذا التقصير وحدهم .

قبل ان تحاسبونا اعطونا حقوقنا ,عاملونا كبشر لهم بعض الحقوق ,ف هاهم أطباء بريطانيا يضربون عن العمل بحجه انهم غير امنين و غير مقدرين ماليا ,فما بال أطباء مصر !!!

أنتم لا تحاسبوننا بل أنتم تقتلوننا يوميا من أجل شهره أو مال أو إرضاء لمريض يشعر بظلم أو تقصير فى حقه من طبيب معين و بالقطع لا ألوم المرضى أو ذويهم فهم بالتأكيد وإن كان عن جهل بالطب يجهلون ما يحدث من مضاعفات كما أنهم يجلهون معاناه الاطباء ف فى نظرهم كل الاطباء هم هؤلاء الاطباء اصحاب العيادات الفخمه و المستشفيات الضخمه ,و إن كانوا يعرفون أوضاعهم فهم يعتقدون أن هذا هو مستقبلهم جميعا ولا يعلمون أن مصير أغلبهم إما الغربه خارج الاوطان أو البقاء فى الاغلب للافتراء عليهم بكشوفات مبالغ فى أسعارها.

هل تعلمون أن فى بلادنا من يعلم الطبيب الصغير هو الطبيب الذى يكبره بعام أو عامين فى الخبره الطبيبه ؟هل تعلمون انه من ضغوط العمل لا يجد الطبيب وقتا للاطلاع على الكتب اللازمه ليتعلم بعض الاساسيات ؟هل تعلمون أن الاطباء الكبار و الاساتذه الذين هم من أساسيات عملهم بل اهم عملهم هو تعليم الاطباء الصغار, لا يتواجدون فى المستشفيات اساسا ,الا من رحم ربى!!!؟

هل تعلمون أن الكثير منهم إن تواجد فهو ليعمل عملا خاصا فى الاغلب أو ليتقاضى راتبه !!؟ هل تعلمون أن كبار الاطباء و للاسف فى الكثير من الجامعات لا يراهم الاطباء الصغار إلا فى لجان الشفوى المغلقه للاستهزاء بهم و بعلمهم و احيانا لتعقيدهم و منعهم من النجاح حتى لا ينافسونهم فى عالم الطب الخاص الخارجى؟؟ هل تعلمون ان الجامعات المصريه بهؤلاء الاساتذه اصبحت لا قيمه لها فى دول كثيره اوربيه و حتى خليجيه عربيه ؟؟ هل تعلمون ان الاطباء الصغار دائما و ابدا يلاموا على صرف الادويه و على التحاليل بحجه الامكانيات ؟

هل تعلمون انه فى يوم من الايام طالبنى مدير مستشفى بتقليل جرعه دواء معين فى العنايه المركزه لترشيد الانفاق على حد وصفه علما انه لا يعرف فى تخصص العنايه المركزه الا اسمه؟هل تعلمون ان المستشفيات الحكوميه احيانا يمرعليها مسئولون فى مجالس محليات قد لا يكونوا حصلوا على شهاده من الاساس للسؤال عما ينقص المستشفى من امكانيات ؟؟

وزير الصحه منذ ايام صرح فى الصحافه بأن الاطباء و خريجى كليات الطب لا يصلحون لعلاج المرضى و أتسائل هل من دورهم أن يعلموا أنفسهم أم أن يعلمهم الاساتذه فى كليات الطب المختلفه و التى اصبحت بلا تواجد على الصعيد الطبى الدولى ..هل نلومهم أم نلوم من يعلمهم ؟ كيف لهم أن يتعلموا من جامعات فى نزول فى المستوى العلمى .

وأيضا كان تصريح من سيادته فى جريده أخرى أن 90 % من المستشفيات لا تصلح للاستخدام الادمى !!! و اتفق مع سيادته طبعا و لكن هل الاطباء هم المسئولين عن هذا المستوى وحدهم أم أنهم جزء لا يتجزأ من منظومه تحتاج الاصلاح ؟؟؟

و لماذا هؤلاء الاطباء أنفسهم ينجحون عندما يسافرون لاى دوله عربيه كانت أو غربيه ؟؟

و أتسائل كثيرا لماذا يتناسى أى طبيب يصل إلى كرسى المسئوليه كونه كان طبيبا عانى فى منظومه متهالكه كما قال وزير الصحه ؟؟ لماذا يتباهى و فقط بالضغط و الاشراف على و إحتضان دفاتر الحضور و الانصراف .أتذكر مدير مستشفى كان يحتضن دفتر الحضور و الانصراف يوميا كل صباح و وقت الانصراف و كان سيادته مديرا لمستشفى نساء وولاده بها غرفتين فقط للعمليات أغلقت احداهما بسبب كسر فى السرير المخصص للعمليات لشهور!! .بدلا من السعى لاصلاحه كان يتباهى ب معدل الحضور و الانصراف ,كما فعل وكيل وزاره احدى المديريات بالتباهى بتحويل 1000 طبيب للتحقيق بسبب (التزويغ).

و ها هو الاعلام وها هى الصحافه ك المعتاد تكيل ب الف مكيال للاطباء لا من أجل إصلاح منظومه و لكن من أجل حلقه تحقق كثافه فى المشاهده و مقال يحقق نسبه قراءه مرتفعه ف هاهو إعلامى شهير يتحدث عن إستخدام الفياجرا فى علاج مرضى القلب للاطفال فى إستنكار غريب و كأنه على علم ب الطب و صحفى اخر ينشر قصه مريضه قد يكون حدث لها خطأ أو تقصير طبى و ينشر أن نبضات قلبها تجاوز 3400 نبضه فى الدقيقه بجهل يحسد عليه !!

لماذا تلعبون بمشاعر الناس هكذا و لما تزيدون إحتقان الناس من الاطباء الذين هم لا حول لهم و لا قوه إلا أنهم كافحوا و تفاجئوا من ضعف الامكانيات .

كانت تراودهم الاحلام لكن استيقظوا على كابوس مرعب لما شاهدوه من عجز رهيب فى الامكانيات و من روتينيات مريبه و دفتر حضور و إنصراف ثمين و رواتب لا تعطى لاقل الفئات فى دول العالم الثالث بل أنها لا تصل الى رواتب بعض الفئات الغير متعلمه فى بعض الهيئات المحظوظه, حتى أصبح كل رغبتنا فى الحياه إما الهروب من الطب نهائيا أو البحث عن أقرب فرصه لاستخراج جواز سفر و الانطلاق إلى خارج بلادنا التى طالما عشقناها و عشقنا ترابها و بعيدا عن أهلنا الذين طالما تألمنا بألمهم و حلمنا بتخفيف معاناتهم و عفوا لا اتحدث هنا عن كبار الاطباء الباقيين فى مصر ف الكثير منهم أنستهم قسوه الظروف الضمير و أنساهم مستقبلهم أنين المرضى .

يا ساده كونوا عقلاء و اعرضوا قضيه الصحه فى مصر بما لها و ما عليها اعرضوا مشاكل الاطباء قبل ناتجهم إن كنتم تعملون عن حل المشاكل المتفاقمه فكيف لمصنع خالى من الالات أن ينتج و إن بنى من أغلى أنواع الرخام ففاقد الشئ لا يعطيه و الاطباء لا يفتقدون الشىء بل يفتقدون الطب كله من الاساس ف الطب ليس طبيا و حسب إنما هو علم و أدويه و أجهزه و إمكانيات لتساعد الطبيب فى عمله .
بدلا من شن هذه الحروب النفسيه عليهم عالجوا مشاكلهم و وفروا لهم الامكانيات و الادويه ,بدلا من الحرب عليهم حاربوا لهم حاربوا مافيا الطب الخاص و كيف لكم أن تحاربوها و أنتم رواد مستشفياتهم و الكثير من أطباء المافيا هم أنفسهم مسئولين عن هذه المنظومه والمستفيدين من هذا الوضع المنهار!!! .

حاربوا من أجل صحه الفقراء ولا توجهوا الفقراء إلى من لا يملك ليعطى ,إلى الاطباء الذين لا حول لهم ولا قوه . يعلم الله أن الكثير منا يندم على هذا الطريق الذى لا نجد فيه كلمه شكرلا نطلبها و لكن نجد أسلحه الاعلام دائما وأبدا موجهه الينا لا لتنصفنا بل لتضعنا فى خانه المجرمين , حتى جعلتم أقصى أحلامنا الهروب من هذه المنظومه . أرجوكم عالجوا المشكله واجهوا عجز الاطباء بعلاج مشاكلهم واجهوا هروب الاطباء بدلا من الهجوم عليهم عالجوا مشاكلهم ليعالجوكم !!!
الكاتب د.إيهاب أبورحمه
ehababurahma@gmail.com

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.