الجمعة , مارس 29 2024
جمال حسن

طبعا 25 يناير ثورة نجحت وبتنجح .

بقلم : جمال حسن
الثورات ليست فعل لمجرد ضخامة أعداد من نزلوا فيها او شباب مفعوم بالأمل مات فيها فالثورة فعل موضوعى يستهدف تغيير جذرى للمجتمع يشترط وجود رؤية لهذا التحول.
الشباب كانوا القوة الضاربة فى 25 يناير ولكنهم يملكون فقط احلام بوطن جميل ولا يملكون فهم للواقع لا رؤية لكيفية التحول الى الوطن الجميل … لهذا تخبطوا كثيرا.
ما قبل 25 يناير:
منذ نهاية حكم محمد على وبلادنا تاريخها مجرد تاريخ انهيار وخروج من التاريخ وعجل بانهياره نظام يوليو الذى فى نهايته الى نمط نهب سائد وفاسد حتى النخاع فى كل مكوناته حكوميا ونخبويا وشعبيا هذا النظام على رأسه مبارك الحرامى زعيم مافيات النهب والفساد فى بلادنا.
الفساد ليس فقط فى نهب الاموال ونهب المواطنين بكافة الاشكال والطرق والاساليب بل ايضا فى طريقة تكوين الافكار لتبرير واقع هذا النظام المافيوى وايضا لتبرير سلكويات الافراد ويأتى فى هذا كل افكار وممارسات النخب المختلفة ومنها الاسلامجية بكافة اشكالهم.
هذا الانهيار ادى الى انعكاس سلبى فانتج جيتو ضخم يتعلق بالماضى فيستدعى الماضى ليستقوى به ليحمى افراده من الانهيار ليجدوا الدفء الاجتماعى المفقود والدعم بكافة اشكاله والذى لا تقدمه الدولة والتى لا تفكر حتى فى تقديمه او اتاحة سبل تحققه.
استدعاء الماضى اى ماضى للبحث عن حلول للحاضر هو تفكير العاجز الفاسد الغير قادر على رؤية الواقع وابداع افكار واساليب لبناء حاضر حديث.
الماضى كان نظام فاسد حتى النخاع بشقيه الحاكم ويمثله مافيات مبارك والشق الأخر جماعة الاخوان والسلفيين.
ثورة 25 يناير هى موضوعيا ضد كل هذا ونقول انها نجحت وتنجح لان ما جاء بعد 25 يناير وما تم من حصار و اقتلاع تدريجى للنظام القديم والقضاء على جذور جيتو الاخوان وانهاء الفكرة الاساسية للاسلامجية بأن الاسلام هو الحل وتطبيق الشريعة هو ما سينقذ البلاد… وايضا بالتوجهات الملموسة نحو بناء المجتمع الحديث القائم على المواطنة واساسه الانتاج الحقيقى.
هى ثورة بالفعل لان القديم يتم هدمه وهذا فى غاية الصعوبة لان ليس فقط فى الفاسدين الحكومين بل ايضا فى النخب وايضا فى طرق التفكير والقيم السائدة عند الشعب وممارساته.

وهى ثورة لانه يتم بناء المجتمع الحديث القائم على المواطنة والانتاج الحقيقى.
ثورة 25 يناير تشبه الثورة الفرنسية … للاسف نظام يوليو ثبت طريقة تفكير خرقاء بدئها بأن ما قبل 23 يوليو ظلام فى ظلام وبعد ليلة 23 يوليو نور فى نور وثبت لدى الجميع ان الثورات هى احداث تتم فى يوم ما قبلها أسود وما بعدها ابيض.

الثورة فعل موضوعى عميق يتصارع فيه الجديد مع القديم لفترات طويلة تنتهى بأنتصار الجديد فى كل مكونات المجتمع.
هنا نحن غير تونس لان النظام القديم ورديفه الاسلامجى هم من يقودون المجتمع بعكس ما يحدث هناك

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.