الخميس , مارس 28 2024
سيناء دباغ

سيناء دباغ تكتب : اللاجئون العراقيون و السوريون : ثغرات في برنامج الكفالة

تُعدّ كندا من أكبر الدول الحاضنة للاجئين الفارين من رحى الحرب و الإضطهاد في العالم. و بعد تفشي الإرهاب و الدكتاتورية و الموت في الشرق الأوسط عموماً و العراق و سوريا خصوصاً, تم فتح بابي الكفالة الخاصة و الحكومية لاستقدام اللاجئين إلى كندا, وقد تأسّس البرنامج في زمن حكومة (ستيفن هاربر) المحافظة, ليبلغ ذروة ضجته الإعلامية بعد انتخاب الحكومة الليبرالية بقيادة (جاستن ترودو). إلّا أن البرنامج بشقيّه الحكوميّ و الخاص لم يخلُ من العيوب و الثغرات التي وضعت بعض اللاجئين أمام تحديات حلموا بزوالها مع الوصول إلى موطنهم الجديد.

فإذا ما بدأنا ببرنامج الكفالة الخاصة -الذي يعتبر بشكل عام أفضل من الكفالة الحكومية- فنجد أن اللاجئين الذين قدموا بأغلبهم عن طريق كفالة الأقارب والأهل(باستثناء قلّة محظوظة جداً تم رعايتها من قبل جمعيات أهلية خيرية متخصصة باللاجئين) غالباً ما يدخلون البلد بالقليل من الأموال بعد أن استنزفوا كل مدخراتهم من أجل استكمال الشروط اللازمة للجوء و التي تتضمن إيداع مبلغ مالي بما يقارب 25 الف دولار كنديّ للعائلة ناهيك عن تذاكر السفر للبعض منهم. و على الرغم من أنّ مبلغ الكفالة (25 ألف دولار)يجب أنيودع من قبل الكفيل الكندي /أوالمقيم في كندا الذي عليه أن يثبت أهليته الماديّة لكفالة العائلة اللاجئة حيث لا يجوز للاجئ كفالة نفسه، إلّا أنّ الحال غالباً ما يكون معكوساً، و يقوم اللاجئ(إن كان وافر الحظ و المال) بإرسال المبلغ المطلوب ليشتري به تذكرة لحياة أفضلو يأتي لموطنه الجديد بعد صرف كمية كبيرة من مدخراته قبل الوفود للبلد. و هنا تبدأ معاناة لاجئي الكفالة الخاصة و أقاربهم, فلا هم لديهم المال الكافي لإعالة أنفسهم، ولا يحق لهم الحصول على مساعدات الحكومة لمدة عام كامل، و إمكانات كفالائهم محددوة جداً لأنّ همّهم كان مساعدتهم في الوصول بشكل نظاميّ إلى برّ الأمان و تجنّب رحلات الموت و النزوح.

ومع ذلك توفّر لهم مجتمعاتهم الحاضنة دعماً لا بأس به يقلّص في مدة انتظارهم للسكن اللائق و يسرّع في عملية إيجاد عمل بسيط يعيل به اللاجئ نفسه.

و تبقى عثرات كثيرة و مطبّات لا جئي الكفالة الحكومية أكبر،فعلى الرغم من تعهّد الحكومة بتأمين السكن و مقومات الحياة الأساسية لهم, أعلن وزير الهجرة مؤخراًعلى موقع CBC ثغرات واضحة في البرنامج الحكوميّ , حيث تبيّن عدم إمكانية توفير المسكن ل 280 عائلة مع أطفالهم ليجدوا أنفسهم منسيين في فنادق مبعثرة هنا و هناك في العديد من المدن. كما بدأت بعض المقاطعات الكندية بتقديم طلبات رسميّة لوزارة الهجرة للتخفيف من وتيرة استقدام اللاجئين ريثما تتضح الرؤية بإمكانية إسكانهم في شقق أو أماكن غير الفنادق التي تتميز بفواتير إقامة عالية.

وقد وصلت نسبة الإشعال السكني ذروتها في بعض المراكز(كالمركز الكاثولكيّ الكندي في تورنتو) الذي عجز عن استقبال المزيد من الوافدين الجدد. و كانت المفاجأة عندما طالبت الحكومة بنقل كفالة البعض من اللاجئين الحكوميين إلى الجمعيات الأهلية الخيرية للاجئين. تبعها مفاجأة أخرى تكمن في فواتيرو أجور طائرات تصل إلى قيمة 10 آلاف دولار تلقاها بعض اللاجئين الذين و صلوا 4 ( نوفمبر)العام الماضي لنقلهم على متن طائرات حكومية (بعد أن تم تبليغهم أنّ أجور النقل مجاني)، و حيث سيتم دراسة إعفاء اللاجئين السوريين من هذا المبلغ،في حين يبقى الغموض يلفّ و ضع اللاجئين العراقين فيما إذا ما يتوجب عليهم دفع المبلغ المستحق.

يبقى قانون اللجوء الكندي قانوناً رحيماً بمن قست عليهم أوطانهم و يبقى نظام الكفالة يشمل الأكثر حاجةً من لاجئين سوريين و عراقيين. لكن مما لاشك به أنّ مسيرة اللجوء و الهجرة هي رحلة من المعاناة و المشقة, و نتمنى لرحلة الألم هذه أن تنتهي عند اللاجئين و عائلاتهم في كندا ليبدؤوا بسرعة مرحلة الاندماج و العمل والإنتاج في موطنهم الجديد.

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.