السبت , أبريل 27 2024
نشأت عدلي

آلـه الزمـن

نحن الشرقيين كثيرا ما نشتهى ألة الزمن لتعود بنا إلى الوراء ، أمّا العالم الغربى يشتهى هذه الألة ليتقدم وينظر للأمام ويستحث السنين لتجرى سريعا ليعيش المستقبل الذى يعلم أنه مشرق ، لأنه هو الذى صنع هذا المستقبل بنفسة , عن طريق تفكيره السليم , وضميره اليقظ , وإنتمائه وحبه لبلده , وهذا لم يأتى من فراغ , فبلده أيضا تقدره , تعطيه كافة حقوقه الإجتماعية والسياسية ..الخ , تحترم إنسانيته , ميزان عدلها واحد , لا تفرق بين عقائد أو جنسيات , ولكنها تفرق بين الأعمال والمجهودات , تعطي المواطن كل الإمكانيات التى تساعده على أن يكون مواطنا مبتكرا , يستطيع أن يطور ويخدم البلد التى يعيش فيها , لايوجد لديهم من ينهب المال لحسابه الخاص , بل كل فرد فى مجتمعاتهم له الحق فى محاسبة كل مسئول يخرج عن السياق العام , وذلك حبا للبلد التى ترعاهم , فهم يخافوا على مستقبلهم فيها , ومستقبل البلد نفسها , وهذا هو الإحساس الذى نما بمساعدة بلادهم لهم , الفرد يصبح فعال فى بلد تتفاعل بصدق معه ومع مشاكله , يشعر بصدق سعيهم لحلها حلول جادة وحازمة ولايتركوا للصدفة مجال لحلها , متوفر لديه كل إمكانية تساعده على حياة كريمة لا مهانة فيها لإنسانيته أو إهدار لكرامته , فينطلق المواطن سعيا لرفاهية البلد التى تحترمه بهذا القدر , مطمئنا على مستقبل أولاده فيها آمنا على نفسه لايخشى غدر أو إعتقال أو سجن بلا سبب أو تلفيق قضايا وكل ماشابه ذلك , كل الأمور واضحة أمامه , سياسية كانت أم إقتصادية لا يوجد مكان لتعصب أو تميز , لا يوجد إلا العمل الجاد , وعدم إهانة الأخر أىًّ كان هذا الأخر , يشجعك هذا الوطن أن تذوب فيه وتنهل من خيراته , فتصبح أنت الوطن والوطن أنت , تريد أن تُصليّ .. صلىّ , لكن لا تترك عملك لتصلى .. تريد أن تبنى دار عبادة … إبني .. لكن لا تستخدمها فى إهانة الغير , هذه الدول لم تُصبح متقدمة من فراغ , بل ناضلت كثيرا بالإنسان , وإرتفعت بهذا الإنسان , وجاء بعد هذا دور هذا الإنسان لكى يرفع من قدرها ويبتكر ويخترع كل ما ينميها ويجعلها أكثر رخاءً , لهذا , ليس لهم شيئ أهم من هذا الإنسان وكرامتة وحريته.. لذلك يريدوا ألة الزمن ليروا الغد المشرق الذى صنعوه بضميرهم الحى اليقظ , صنعوه بكفاح الرجال وبأيادي مشدودة غير ناظرين لأنفسهم إلا به وما ينتظرهم من ثمرة الكفاح الغير مبنى على الغش والأيادى الغير طاهرة .
– أمّا نحن نريد ألة الزمن لتدور دوائر عكسية ترتد بنا للخلف , للوراء لأزمنة كانت وستظل أجمل من الواقع الذى نعيشه الأن , لأن المستقبل فى الغرب كان هو الماضى الذى كنا نعيشه , العدل الذى نستجديه الأن كان هو أساس الحكم فى الماضى , العدل كان فى قلوب القضاه وضمائرهم قبل أن يكون على منصة نطقها , إن أقوى التشريعات ومعظم المواد القانونية المعمول بها اليوم هى من قضاة لم يعرفوا إلا الحق والعدل .. وكان من هذا الماضى الذى نبحث له عن الـة لتردنا إليه , بقايا العلاقات الودية الموجودة الأن , أصل وجودها كان من الماضى …نحتاج إلى ألة لتنسينا عذاب الحاضر والواقع الأليم الذى نعيش فيه .. الذى لم نستطع تغييره ولم نحظى حتى بشرف المحاولة
بقلم : نشأت عدلى

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.