الإثنين , أبريل 29 2024
الكنيسة القبطية
د.ماجد عزت إسرائيل

ثقافة الطائفية ومحنة الأقباط فى عروس الصعيد!

د.ماجد عزت إسرائيل

محافظة المنيا أحدى محافظات مصر، وتقع جنوب مدينة القاهرة (عاصمة مصر)،ويحدها من الشمال محافظة بنى سويف وجنوبها محافظة أسيوط وشرقها نهر النيل وتمتد بنحو 135كم على هذا الساحل والصحراء الشرقية

وغربها الصحراء الغربية،وتبلغ مساحتها بنحو32279كم ،ويصل تعداد سكانها نحو خمس ملايين نسمه،ويرجع

تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى مرضعة الملك خوف مِنعه والتى عرفت فى اللغة القبطية باسم منه

وتعنى المنزل، ومن هذا الاسم اشتق اسم المدينة الحالى “ المنيا “كما اشتهرت بعروس الصعيد

وتباركت هذه المدينة بزيارة العائلة المقدسة وتأسيس أول كنيسة بمنطقة جبل الطير

ومازلت هذه الكنيسة حتى كتابة هذه السطور، و سبب بركة لشعب المنيا من أقباطها ومسلميها.

ويوجد بذات المدينة العديد من المناطق الآثرية الفرعونية والقبطية،والإسلامية لتى تعد من أهم مصادر الدخل القومى لمصر.

على أية حال،منذ سبعينات القرن المنصرم،وأقباط محافظة المنيا يعانون من التعصب الطائفى، بمنع بناء الكنائس

وتغير اسماء بعص المدارس والشوارع، بالإضافة لفساد المحليات وطائفيته كل ذلك أجبر شباب الأقباط على

الهجرة سوى داخل مصر أو خارجها لدرجة وصلت إلى خلو المدينة منهم،وتعرض بعضهم للقتل

ونذكر على سبيل المثال قتل 20 قبطياً بليبيا فى 2015م على يد الدواعش،حتى الرياضة لم تسلم من أيدى الطائفية، حيث تم الأطاحة

بالمدرب القدير “عزيز جرجس” بعد أن جعل من فريقه لكرة القدم بالدورى الممتاز أسطورة تدرس بعلم التدريب

بالإضافة لعدم تعيين الأقباط بالمراكز السيادية بالمحافظة،نطرح سؤال على سبيل المثال منذ أنشاء جامعة المنيا

كم يبلغ عدد المعدين أو المدرسون المساعدون أو الأساتذه؟ نذكر هنا على سبيل المثال رفض الجامعة مناقشة

رسالة دكتواره من الطالب “مينا ثابت” فى يناير 2016م بكلية الطب ،ولكن الرئيس المصرى المحترم المشير

عبد الفتاح السيسى” تدخل بتهنئته لنزع فتيل الفتنة فى برقية من قصر الرئاسة حملت رقم (0021331 )الصادرة بتاريخ 16 يناير 2016م.

حملت للمشرفين وللجامعة رسالة من سيادته بثقافة مصر الجديدة التى تدعو للمحبة والسلام والمساواة بين كل طوائف الشعب.

ربما اعتقد أن هناك أيدى خفية وراء ثقافة الطائفية بمحافظة المنيا التى زادت حدتها منذ سبتمبر 2015م،وخاصة

بعد قضية الصفر الشهير فى الثانوية العامة” للطالبة “مريم ملاك ذكرى تادرس”

واليوم انتشرت عدوى بالمحافظة برفض تعين الأقباط بالمراكز القيادية، ونذكر على سبيل المثال رفض طالبات المدرسة الثانوية الفنية للبنات تعين السيدة “مرفت موسى سيفين ” مديره 

ووصل الأمر لمظاهرة من البنات داخل المدرسة لرفض التعيين، وقد سبق لذات المديرة رفض طلاب مدرسة الصنايع بنين لتعينها، ولتبرير الموقف كالعادة اتهمت مرفت بإثارة الفتنة الطائفية بالمدينة

وتزامن مع هذا الحدث قضية الأطفال الأقباط بذات المدينة بتهمة ازدراء الأديان – ترجع أحداث القضية لشهر

إبريل2015م، وحملت القضية رقم(19794 ) لسنة 2015، بعد أن قام أطفال تابعين للطائفة الإنجيلية، بتمثيل فيديو نحو 30 ثانية تنتقد تطرف تنظيم داعش.

وهنا نذكر للتاريخ من أجل مصرناً الحبيبة، عندما تولى محمد علي باشا حكم البلاد (1805-1848م)

احتفظ الأقباط بالمهام التقليدية التي كانوا يزاولونها ، وزادت مسئولياتهم التنفيذية بحكم زيادة أعباء

دولة محمد علي فكان منهم مستشارون له وبعض كبار الموظفين، بل لقد أمر بإصلاح الكنائس

وترميمها على نفقة الدولة واهتم بأمر التعليم في كتاتيب الأقباط.

وعندما فرض محمد علي نظام “العونة”الذي يعني إسهام الفلاحين إجباريا في شق الترع

والمصارف والقنوات استثنى منها سبع فئات من بينهم القسس والرهبان وخدم الكنائس.

لأن هدف محمد على باشا بناء مصر الحديثة بأيدى أبنائها أقباطها ومسلميها، لأن الباشا ادرك أن ثقافة الطائفية

لا تبنى الأمم، وهذا ما أكدته تقارير قناصل الدول الأوروبية وخاصة روسيا وبريطانيا عن وضع الأقباط زمن محمد على باشا والذىخلاصته”الأقباط الذين ظلوا على دينهم يكادوا جميعا يشتغلون في كل المصالح كتبة

ومحاسبون ومنهم من تفرغ  ، ولا توجد مضايقة بسبب عقيدتهم الدينية، ويؤدي الأقباط شعائرهم الدينية

في حرية تامة، ولا فرق بينهم وبين المسلمين في أسلوب الحياة المنزلية والحقيقة أنه لا يوجد بلد أكثر تسامحا من مصر”.

لحل مشكلة ثقافة الطائفية بمحافظة المنيا، لابد من معالجة الطائفية من جذورها وتطهيرها واعتقد من الممكن

تقسيم محافظة المنيا من الناحية الإدارية ـ لا اتحدث هنا عن التقسيم الدينى ـ إلى محافظتين

وتقسيم المراكز التابعة لهما، مع تعين محافظين وروساء مراكز مشهود لهم بالخبرة فى مثل هذه الأمور

وتطهير المحليات من فساد التعصب والطائفية، وتنفيذ القانون على الجميع دون تفرقه أو تميز، ولا نسمح بالجلسات العرفية لحل المشاكل الطائفية ،ومنح مساحة متساوية فى تولى الوظائف السيادية بالمحافظة

ومعالجة الخطاب الدينى، وأستغلال وسائل الأعلام بشتى أنواعها فى نشر الثقافة التى تدعو إلى نمو الشعور القومى ،الذى هدفه فى النهاية بناء مصر الحديثة.

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.