الخميس , مارس 28 2024
مجده نجيب فهمى

“أفضل أم فى الدنيا” .

هى الأم التى علمت أبناءها الوطنية بمعناها الحقيقى.. الوطنية أن تكون فى خندق الوطن على كل الأحوال.. أن تنحاز لوطنك مؤيدًا أو معارضًا.. موافقًا أو رافضًا أن تبدأ يومك كل صباح فى محاولة واجتهاد حقيقى للمساعدة فى البناء لا فى السخرية من المهدوم، والسعادة بفشل الآخرين.وهم من يكونون السند له فى أوقات المعارك الفاصلة
وهى من علمت أبناءها وعرفتهم بالله .. وعلاقة المخلوق بالخالق.. لا قشورًا مظهرية يزايدون بها على الناس.. وهى أم رحمت أرواحهم فلم تشوهها بكراهية الآخر، والمختلف، فيصبحون مسخًا لا هم نجحوا فى أن يعبدوا الله كما يرون، ولا تركوا غيرهم يبحث عنه ويعبده!.
النجاح يبقى فى التفاصيل.. فى محكَّات الحياة والمواقف، والاختيارات الأخلاقية.. كلها أمور لا تُظهرها الصور، ولا تثبتها الشهادات، ولا تزكيها المناصب!
إذا اتفقنا أن الرجولة سلوك قد ينطبق على الرجل، أو المرأة، لا يُشترط ارتباطه بالجنس الذكورى…..سيبقى التكوين الوجدانى للإنسان سرًا يسكن فى التفاصيل التى عاشها مع أمه، أو من قامت بدورها فى حياته.. ماذا قالت له عن المال، وماذا قالت له عن الحب.. عن المرأة.. عن الرجل.. متى علمته أن يتحمل، ومتى علمته أنه لا بأس من البكاء!… متى اهتمت ومتى ابتعدت لتعطيه مساحة من الاستقلال.. متى اهتمت بصورته فى المجتم،ع ومتى حررته من سجن رأى الناس!
رجاءً فقط، أن تعطى لنفسك بعض الوقت لتتأملى هديتك للحياة.. تلك التى ستبقى بعد رحيلك، وسيسأل شخص يوم ما، أى أم ربت هذا الكائن؟، وسيسأل آخر، من أين أتى كل هذا الجمال؟!
هى تُهدى الإنسانية بشرًا يفرحون، ويحزنون.. ينجحون ويفشلون، ولكنهم فى كل أحوالهم طاقة حب، ورحمة لمن حولهم.. فما أقسى أولئك الوحوش الذين نراهم حولنا يقتلون كل شىء جميل بداية ممن يكسرون النظام، ويلوِّثون الشوارع، مرورًا بالظالمين للعباد، والذين لا يدركون شرف الخصومة وانتهاء بناحرى الرؤوس!!
أن وطننا مثلنا.. فى أشد الحاجة إلى إعادة صناعة الإنسان، لا يوجد سند لنا فى تعليم مستنير أو منظومة أخلاقية عامة تخلق أشخاصًا أسوياء.. كلها أمور معدومة التأثير إن لم يكن تأثيرها سيئًا، إلا من رحم ربى، لهذا فلا سند لنا سوى فى الأمهات الجدد المؤتمنات حاليًا على جيل قادم.. أولئك هن الأمل.لذا أراقب باهتمام مستقبل مصر، أراقب ماذا نصنع بأطفالها!
إذا وضعنا ف الاعتبار أخبار القتل والموت والاختطاف التى تطارد جميع الأطفال وتنغص طفولتهم!)فى مصرالآن…حدثنى عن طبقية مرعبة.. تأخذنا بسرعة شديدة إلى مجتمع غير متجانس.. أثرياء جدد.. ومتوسطون يكافحون ليتشبهوا بهم.. وأثرياء خلق وفقراء خلق!!وأولئك لهم ثقافتهم ولغتهم وقيمهم، يكتسبونها من الشارع والمدرسة والبيت…!
فى مصرالآن.. لا تحدثنى عن طائفية ولا مذهبية ولا حتى أخونة ومعارضة!
الحقيقة المُرّة التى لا تستطيع كل محاولاتنا الفكاك منها، أننا أمام ظاهرة وطن يعاند مواطنيه حتى الكمد….لم تعد الحياة تحتمل مثل هذا الأداء! لم يعد الوطن يحتمل أن نصمت على رداءة وكسل وتهاون وجشع واستغلال…فليعلمنا كل الشجعان كيف نحب بلادنا حبا من نوع آخر .علمونا أن صلاح الحال هو صلاحنا وأن فينا كل التغيير الذى نريده.فتحيا لكل أم مدرسه تخرج لنا جيل صالح وسوي
بقلم الأستاذة/ مجده نجيب فهمى

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.