الأربعاء , أبريل 17 2024
الأقصر
ايهاب صبري

نعيب زماننا والعيب فينا .

من ثوابت العلم أن المقدمات تؤدى إلى نتائج … وأكبر مشاكلنا أننا تنقض على النتيجة ونضخمها ونتناولها كل واحد من وجهة نظره دون الرجوع إلى المقدمات وهذا ما حدث فى القضية المثارة بسبب تبرع ميسي بحذائه لفقراء مصر مع أنه نتيجة طبيعية أن يحدث فى دولة تستجدى شعبها أن يصبح برسالة قيمتها جنيه .
وهى نفس الدولة التى جعلت من ابوتريكة صاحب المهارة والخلق إرهابيا حتى لو اختلفنا مع توجهه .
الدولة التى هى أصل الحضارة والثقافة ولكن شعبها هو من أتاح الفرصة للفاسدين لسرقة خيراتها ومقدراتها إلى أن وصل بنا الحال إلى ما نحن عليه .
وإذا بميسي يطل علينا من مقعد رجل البر لنصبح اضحوكة العالم بعد أن تصدرت العناوين صدر الصحف العالمية .
وافردت صحيفة عنوان .. مصرية تحمل حذاء ميسي من اجل بيعه فى مزاد من اجل مصر .
وفى صحيفة وام تايمز كان العنوان يقول حذاء ميسي لشعب مصر .
ومن الطبيعي أن يثور كل مصرى لكرامته ويرفض مثل هذا التبرع الذي فيه تقليل لقيمة الشعب المصري العظيم … ووسط السخط الشعبى سيخرج علينا بعض المتحزلقين المتفلسفين ومدعين الثقافة والتقدم ومواكبة العصر ليبرروا هذه الفعلة على انها ثقافة عالمية باعتبار ان حذاء أحسن لاعب فى العالم لعدة سنوات هو قيمة كبيرة لا يفهمها امثالنا من الرجعيين .
وبصفتى رجعى وغير مثقف بالمرة ادرت مؤشر البحث عن القناة التى كانت تبث اللقاء بمجرد رؤيتى له قبل ان يتبرع وتحدث كل هذه الضجة وذلك لانى أرفض تماماً إعطاء هذا الشخص أكبر من حجمه كلاعب كرة قدم بارع وماهر جدا وهذه حدوده داخل المستطيل الأخضر ليس إلا ومع ذلك لو تبرع بقميص فريقه موقعا عليه أو كرة قدم تحمل توقيعه لكان مقبولاً
أما أن يتبرع بحذائه فهذا غير مقبول بالمرة لأن إدراكنا الثقافي يختلف تماماً عن دول الغرب بدليل انه منذ عدة سنوات قام الصحفي العراقي منتظر الزيدي بضرب بوش بحذائه فرأى الأمريكان والمجتمع الغربي أن هذا التصرف عبارة عن محاولة اعتداء كما لو كان ضربه بمضرب التنس .
أما نحن العرب فقد رأينا الموقف بنظرة مختلفة وشاهدنا إهانة بالغة لرمز أمريكا وكان لتطاير حذاء منتظر فى الجو مدلول داخل نفوسنا بتوجيه إهانة عربية عراقية موجهة ناحية أكبر رأس في أمريكا .
وبحكم نفس إدراكنا الثقافي نرفض ما حدث شكلاً وموضوعا وندين كل فاسد سرق من خيرات مصر يوما ما الى ان وصل بنا الحال الى قبول حذاء  هذا الحقير وعمل مزاد عليه .
كما ندين المناخ العام الذى هد رمز مصرى الهوية وافسح المجال لحقير وجعل له مكانة اعتقد معها أن جموع المصريين ستتهافت عليه لتقبيل يديه بعد ان انعم علينا بمنحته فى حين ان حذاء أصغر طفل مصرى تاج على رأس هذا الميسى ودولته بأكملها .

 

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

التعليم ـ الرهبنة ـ الإدارة : محاور الأزمة ومداخل الإصلاح

كمال زاخرالإثنين 15 ابريل 2024ـــــ اشتبكت مع الملفين القبطى والكنسى، قبل نحو ثلاثة عقود، وكانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.