الثلاثاء , أبريل 30 2024
محفوظ ناثان
محفوظ ناثان

“صناعة الكراهية”

 

محفوظ ناثان
يولد الانسان منا وهو حامل للصفات الوراثية من والديه عن طريق الچينات الموجودة داخل الكروموسومات (chromosomes)
في خلية الجسم، وهذه الصفات تحدد لون العينين والشعر والبشرة وملامح الوجه وما الى ذلك.
وهناك صفات سائدة وصفات متنحية . بالنسبة للصفات السائدة تظهر فينا مباشرة ، اما الصفات المتنحية فهي لا تظهر فينا بل تظهر في اولادنا والأجيال المتعاقبة.
هذا يعني ان هذه الجينات الوراثية لا تورثنا الحب او الكراهية او الحقد وما الى غير ذلك من سلوكيات بشرية .
لانه من الناحية العلمية لا توجد چينات وراثية للكراهية او العنصرية وعدم قبول الآخر.
لماذا إذاً نكره ونحقد على بني البشر ومن ثم نقتل ونفعل كل المبيقات؟!
– تقول چين إليوت ( Jean Elliott ) الباحثة في شئون التمييز العنصري :
” نحن نكره لأنهم علمونا ان نكره . نكره لأننا جهلاء.
لقد علمونا ان هناك اكثر من عِرق او جنس ؛
الجنس القوقازي والزنجي والمغولي…إلخ ، وفِي حقيقة الامر اننا ننتمي لعِرق واحد الا وهو الجنس البشري.
تم التقسيم لكي يتثنى لبعضنا ان يروا أنفسهم أسمى من الآخرين ، ويتعالوا عليهم .”
في الواقع لم يفلح هذا التقسيم العنصري الذي يحض على الكراهية وكان ولا يزال له عواقب وخيمة.
الكراهية شيء نتعلمه ، والسبب الرئيس في تعلم الكراهية هو الجهل . الجهل يجعلك تميز الاخر وتحتقر الاخر.
وبلا أدنى شك فان المسئول الاول عن الجهل الفكري والكراهية هو الاسرة ثم المدرسة والنظام التعليمي القائم فكلما كان النظام التعليمي منغلقاً وعقيماً كلما خلف وراءه عاهات اجتماعية منها الكراهية وعدم قبول واحتواء الآخر، ولا يمكن ايضا ان ننسى ان احد أضلاع المسئولية تقع على عاتق المجتمع والدولة التي لابد ان تسن قوانين تعاقب التمييز وتعلو قيم المواطنة وقبول الاخر بغض النظر عن معتقداتهم ولون بشرتهم او جنسهم . وإني ارى ان اهم من ذاك كله هو دور المؤسسات الدينية ، فنظراً لتركيبة مجتمعاتنا فان ما يستطيع فعله رجل الدين ربما لا يستطيع احد اخر ان
يفعله .
وحيث ان الكراهية شيء نتعلمه او نكتسبه فإننا يمكن ان نخرجه من اذهاننا وادمغاتنا.
لابد من اخراجها -اي الكراهية – من عقولنا لانها تفسد العلاقات الانسانية وتدمر الشعوب.
واجب العلم ان يخرج الناس من الجهل الى المعرفة ومن الظلمة الى النور …

 

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.