الإثنين , مايو 6 2024
الكنيسة القبطية
محفوظ مكسيموس

بطرس هو النفس البشرية

محفوظ مكسيموس


كان بطرس الرسول شخصية تحمل كل مظاهر النفس البشرية من ضعف و إندفاع وحب

وعشق و قوة.

وتجلت كل هذة الملامح بقوة فيما ذكر عنه في الإنجيل .

فنري بطرس يخاطب السيد المسيح بكل ثقة وإيمان في أول لقاء يجمعهما ويقول للرب

( علي كلمتك ألقي الشبكة )

وفي هذة الكلمات العظيمة يتجلي إيمان بطرس العجيب و نظرا لهذا الإيمان

تمتلئ شباكه بعد أن قضي طول الليل بلا ثمر.

وإذا تأملنا جيدا في سهرة بطرس الخاوية لرأينا أيضا جانبا مضيئا جدا وهو

( المثابرة ) فهو مقاتل لا يعرف اليأس ولا يؤمن بالإحباط فكان يستطيع الذهاب

لمنزله ويستريح بدلا من أن يسهر الليل بطوله في عرض البحر ولكن نتيجة صبره ومثابرته وإصراره هنأ بطرس العظيم بلقاء الرب الذي لم يملأ شباكه فقط بالسمك

بل غمر قلبه وأسره في رحابه .


عندما عرض الرب علي بطرس أن يترك الصيد ويتبعه لم يتردد بطرس ولو لحظة

وكان متعسفا جدا في قرار مصيري وحياتي جدا ولكنه وضع يده ع المحراث ولم ينظر للوراء مطلقا. 


و بالنظر والتوقف في محطات بطرس المذكورة فقط في الإنجيل تراه محبا

عاشقا للسيد المسيح ولا يخجل من أن يندفع ويصرح بحبه له جهرا

وأحيانا أخري نراه متهورا في حبه لدرجة أن من شدة غيرته علي سيده

إستل سيفه وقطع أذن عبد رئيس الكهنة.

وعندما ننظر لجانب الضعف في ساعة الإنكار أمام جارية ٣ مرات

وبعدها يذرف دموعا حقيقية الندم ويتحول بطرس بعد حلول الروح القدس

إلي بطرس الصخرة الموعود من فم الرب أن يبني كنيسته

وأن أبواب الجحيم لن تقوي عليها.


وبعد رحلة تبشيرية عظيمة وكفاح روحي لا مثيل له يرفض بطرس الناكر لسيده

أمام جارية أن يصلب في وضع صلب سيده و يطلب من صالبيه أن يصلبوه

منكس الرأس لأنه غير آهل لشرف صلبوت الرب وهنا تتجلي كل ملامح النفس البشرية

بكافة محطاتها من ضعف وحب و إنكار وتحرر و تعب وإنكار ذات

وأخيرا قمة الحب وبذل النفس .


عزيزي و عزيزتي الأصدقاء بطرس يمثلني ويمثلك .

بطرس هو النفس البشرية بكامل متناقضاتها .

بطرس المندفع هو بطرس الجسور .

فلا تيأس ليس فقط في النطق الروحية فحسب بل أيضا في الحياة العملية والإجتماعية .

فعندما تري كسورك البشرية لا تجلد ذاتك ولا تحملها ما لا طاقة لها به .

تريث و تذكر بطرس الذي يمثلنا جميعا.

وإذا خارت قواك و مكثت الليل كله بلا ثمر فلا تيأس ولا تتوقف فثابر علك تلتقي بالمحب

في الهزيع الأخير من الليل .

وإذا أنكرت فلا تقلق ولا تنزعج فهذة طبيعتنا البشرية ولكن أذرف دموعك وتشبث بالسيد

وسيجعل منك صخرة ثانية .

عزيزي و عزيزتي كلنا بطرس قبل حلول الروح فدعونا نتطلع أن نكون بطرس بعد حلول الروح القدس وأنا أعلم علم اليقين أن السيد لن يردنا فارغين. 


من ذكريات ١٧/ ٧ العام الماضي( إعادة نشر ) هذا المقال كتب في الطيارة من دارون لسيدني.

الكنيسة القبطية
صلب المسيح

شاهد أيضاً

القِيَامَةِ الْمُفْرِحَة : الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِين!

د. ماجد عزت إسرائيل تشير أحد الوثائق التاريخية التي عثر عليها علماء الآثار إلى أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.