أكد المهندس محمود رشوان السياسي المعروف بأن اللفتة الإنسانية العظيمة التي قامت بها السيدة انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية اعادت تسليط الضوء على واحدة من العائلات المصرية التي قدّمت للوطن نموذجًا نادرًا في التضحية والإخلاص، وذلك بعد تواصلها هاتفيًا مع والدة الملازم أول نور امتياز إسحاق، أحد الضباط المشاركين في السيطرة على حريق سنترال رمسيس، الذي وقع مؤخرًا وواجهته قوات الحماية المدنية بشجاعة ملحوظة.

حريق سنترال رمسيس 
محمود رشوان
جاء في نص ما كتبته السيدة انتصار السيسي عبر صفحتها الرسمية:
“تواصلت اليوم تليفونيًا مع والدة الملازم أول/ نور امتياز كامل، أحد الضباط الأبطال الذين شاركوا بكل شجاعة وإخلاص في السيطرة على حريق سنترال رمسيس.
وخلال حديثي معها، قدمت لها الشكر على بسالة وشجاعة ابنها وزملائه، كما أعربت لها عن فخري
واعتزازي أنا وكل المصريين بأبنائنا الأوفياء من رجال الشرطة، الذين يضعون أرواحهم على أكفهم لحماية الوطن.
أوجّه لهم جميعًا التحية والتقدير، وأدعو الله أن يحفظ مصر برجالها المخلصين.”
أكد محمود رشوان بأن هذا التواصل، رغم بساطته في ظاهره، حمل رسالة تقدير بالغة العمق، خصوصًا
وأنه موجّه إلى أسرة شهيد قدّمت للوطن ضابطًا جديدًا يسير على درب التضحية.
فالملازم أول نور امتياز هو نجل الشهيد البطل العميد امتياز إسحاق، أحد ضباط الشرطة الذين استُشهدوا
في حادث الواحات الإرهابي عام 2017، الذي راح ضحيته 16 ضابطًا ومجندًا من قوات وزارة الداخلية.
الشهيد امتياز إسحاق، الذي عُرف بلقب “أسد العمليات الخاصة”، كان من الكوادر النادرة
في جهاز الأمن المركزي، وحصل على المركز الأول في فرقة القيادات الأمنية بأكاديمية الشرطة
كما تم ترقيته استثنائيًا إلى رتبة لواء، ومنحه وسام الجمهورية من الدرجة الثانية بعد استشهاده
وأُطلق اسمه على مدرسة العباسية الثانوية للبنات تخليدًا لذكراه.
امتياز إسحاق، الذي واجه مع زملائه إحدى أخطر الجماعات المسلحة في الصحراء الغربية
سقط شهيدًا بعدما خاض اشتباكًا مباشرًا مع عناصر مدججة بالسلاح، ورفض التراجع
رغم الطبيعة الجغرافية الصعبة للمنطقة.
اليوم، يظهر ابنه ضمن قوة الدفاع المدني التي واجهت ألسنة اللهب في قلب العاصمة
ليؤكد أن ما زرعه الأب في ساحات القتال، يثمر الآن في ساحات الواجب الميداني.
في قراءة أعمق، فإن المبادرة التي قامت بها قرينة رئيس الجمهورية لا تنفصل عن منهج واضح
تتبناه الدولة في تقدير الشهداء ورعاية أسرهم، ليس فقط بالمراسم والاحتفالات، بل بتواصل مباشر
يعكس حضورًا إنسانيًا ومجتمعيًا حقيقيًا. وقد جاء التقدير هذه المرة من السيدة الأولي
ليؤكد أن الدور الوطني لا تحمله المؤسسات فحسب، بل يُمارس أيضًا من قلب البيت الرئاسي.
وبينما تستمر المعركة المفتوحة ضد الإرهاب والتحديات، تظل عائلات مثل أسرة الشهيد
امتياز إسحاق علامة مضيئة على خريطة هذا الوطن، تحفر في الذاكرة الجماعية معاني الصمود والانتماء
وتُعيد التأكيد على أن مصر لن تنكسر طالما بقي فيها من يقدم روحه في سبيل أمنها واستقرارها.

انتصار السيسي 
محمود رشوان
جريدة الأهرام الجديد الكندية
