الثلاثاء , أبريل 30 2024
الكنيسة القبطية
د.ماجد عزت إسرائيل

أقباط فى البرلمان "مكرم عبيد نموذجاً (1889-1961م)"!

د.ماجد عزت إسرائيل
               د.ماجد عزت إسرائيل

د.ماجد عزت إسرائيل
ولد مكرم فى 25 أكتوبر 1889 م بمحافظة قنا ، لعائلة قبطية ميسورة الحال،وتلقى تعليمه فى ذات المدنية حتى وصل إلى ، دراسة القانون في جامعة اكسفورد وتخرج عام 1912م، تولى العديد من المناصب السيادية منها استاذاً فى كلية الحقوق 1919م، وكان وزيراً للمواصلات عام 1935 ،ثم وزيراً للمالية 1936م،وعمل بالمحاماه ، و يعتبر مكرم عبيد هو صاحب فكرة النقابات العمالية (بــدل شيخ الطائفة الحرفية و تكوينها ، و الواضع الأول لكادر العمال فى مصر ، وتوفير التأمين الاجتماعى لهم ، و واضع نظام التسليف العقارى الوطنى ، كما انه صاحب الأخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل،ورحل عن عالمنا الفانى فى 5 يونيو 1961م.
ولعب القبطى مكرم عبيد دور سياسياً فى الحياة السياسية حيث تولى سكرتير حزب الوفد الذي كان يترأسه “مصطفى النحاس باشا” ،وإثر خصومة قوية سنة 1938م بين أحمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي من جهة ،ومكرم عبيد ومصطفى النحاس من جهة آخرى، ورغم الصلات القوية التي كانت بين هؤلاء الأربعة، بسبب دعوة أحمد ماهر لدمج الأحزاب السياسية فى حزب واحد،بعد معاهدة 1936م، ولم يوافق النحاس ومكرم على ذلك، ومن هنا نشأ الخلاف، إلا أن رئيس الوفد انحاز إلى جانب القبطى “مكرم عبيد ” وفصل العضويْن الآخرين من الحزب، فألّفا حزب الهيئة السعدية، ثم ما لبث أن اختلف مكرم مع النحاس فألَّف الكتلة الوفدية وانضم إلى خصومه السابقين لتأليف وزارة معهما، والوفد خارج الحكم، ومن هنا ندرك أن الأختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية،لأن مصلحة الوطن وحبه فوق الجميع.
كما استطاع البرلمانى “مكرم عبيد”من أن يستوعب ثقافة الحضارة الإسلامية ويعمل على إعادة أمجاد المسيحيين الذين ترجموا العديد من كتب اللاهوت ومؤلفات متعددة للعربية زمن الدولة العباسية ، وكان دائما فى خطبته ما يقول:” بأنه مُسلِمٌ وطَناً وأزهريّ ثقافة ” وشارك فى جنازة “حسن البنا”عندما قتل 1949م، كما أنه تفوق على منافسيه من المسلمين فى الانتخابات البرلمانية بأصوات المسلمين ولقبوه البرلمانيين بـ ” المفوه العظيم ” وكان المسيحى المصرى فى ذلك العصر سويا نفسيا يحس بالأمان ويمارس دوره بشجاعة وقوة بلا انتظار لمكافأة، والمسيحى البرلمانى على هذه الصورة كان خير شهادة لعصر الليبرالية الديمقراطية.

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …