الثلاثاء , أبريل 16 2024
جرجس بشرى

الحوار الذي كشف نيافة الأنبا مارك ورسالة لقداسة البابا تواضروس

بقلم / جرجس بشرى

شاهدت وتابعت ومعي الكثيرين في مصر والعالم كله أول أمس ما دار من حوار بين نيافة الأنبا مارك ” أسقف باريس وشمال فرنسا ، و شعب كنيسة الملاك ميخائيل ومارجرجس بـ ” فيل جويف ” ، وفي الحقيقة شعرت كثيرًا بالفخر بشعب هذه الكنيسة العظيم ، من الرجال والسيدات والشباب والشابات والأطفال ..

هذا الشعب الذي ضرب أروع الأمثلة على التمسك للنفس الأخير بالحفاظ على كنيستهم وقدموا نموذجًا حيًا للوفاء والعرفان بالجميل والمحبة لراعي خدمهم قرابة 21 عامًا في فرنسا وسلمهم الوديعة الإيمانية كما تسلمها من كنيسته الأرثوذكسية العريقة ..

فهذا الشعب العظيم الغيورعلى كنيسته لم تمنعه الغُربة ولا إنشغالات العالم عن محبة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لدرجة أن العالم كله شهد بفخر نتاج تربيتهم وكيف زرعوا الإيمان الأرثوذكسي في نفوس أولادهم المغبوطين المباركين

والحق أقول أنني صُدمت عندما علمت أن نيافة الأنبا مارك لم يطلب لقاء شعب الكنيسة بعد هذه الفترة الكبيرة من المُعاناة والمناشدات المتكررة ، وبعد أن أصبح شبح الانقسام والتشتت يهدد الكنيسة في وحدتها وإيمانها وسلامها ، بسبب بعض السياسات الإدارية التي انتهجها نيافة الأنبا مارك واعتبرها نيافته إصلاحًا ، مختزلا معنى الإصلاح في شراء المباني أو الجمعيات والكنائس وجمع عشور الشعب ومنعهم من إرسالها للمحتاجين والفقراء ولذويهم في مصر !!! متناسيًا أن رُسِمَ وأقيم على الخدمة ليكون راعِ للنفوس أولًا ومسئولًا مسئولية كاملة عن خلاص كل نفس تضل أو كل شخص يتوه أو كل إنسان من رعيته تجرفه تيارات العالم وملذاته ، نعم .. لقد رأينا نيافته يتفرج وروح الفرقة والإنقسام تضرب وحدة الكنيسة

ورأيناه صامتًا وهو يرى بعض الفئة المختارة التي اختارها لنفسه تشوه وتتهم الذين انتفضوا بغيرة مقدسة مطالبين إياه بالإصلاح وتدارك الأخطاء الإدارية والكف عن إذلال وتكدير أبيهم الروحي وكاهن كنيستهم الراهب إفرايم البراموسي ، وغضه الطرف متعمدًا عن سماع صرخات وتأوهات شعب الكنيسة وكأنهم ليسو من غنم رعيته التي ائتمنه الله عليهم والتي من المؤكد أن الله تبارك اسمه سيطلب دم هؤلاء من يده إن عاجلا أم آجلا .. نعم ..

لم يسمع نيافة الأب الأسقف الأصوات المُحتجة سلمًيا والنفوس المقهورة التي تطالب من فترة برجوع أبيهم الروحي وكاهن كنيستهم الراهب إفرايم البراموسي ، الذي تم إذلاله وقهره وذبحه معنويًا وأدبيًا قبل ترحيله خلسه لديره بـ “مصر ” بعد خدمة مباركة اقتربت من الــ21 عامًا خدم فيها كنيسته وشعبه بأمانة وبر وطهارة فأخلص له شعبه وأحبوه ووضعوه في قلوبهم ..

فلم يكن في نيه الأنبا مارك على الإطلاق السماع لهذا الشعب أو الإجتماع به ولو مرة واحدة !! ولكن شعب الكنيسة العظيم هو الذي قرر أن يقابله بأي شكل ويوصل له رسالته ويواجهه بأدب جم وموضوعية بالحقائق لعلهم يكونوا مخطئين ، فذهب إليه شعب الكنيسة فجأة وعلى غير توقع ليواجهه بالحقائق ..

وبالفعل كانت المواجهة ورأينا شعب الكنيسة يوثق هذه اللحظة التاريخية صوتًا وصورة ، ولو تأملنا في حوار الأسقف مع الشعب وحللناه تحليلا موضوعيا منزها عن الهوى والغرض ، سنكتشف أننا أمام شعب عظيم غيور على كنيسته وغيور على المستقبل الروحي لها وفي ذات الوقت سنكتشف أننا أمام أب أسقف يحاول بكل الطرق أن يبدو متماسكًا ومتواضعًا مع شعب كان نيافته بنفسه سببًا ولو بطريقة غير مباشرة في قهره وتشويهه والإدعاء عليه بإدعاءات باطلة ومدحوضة طيلة هذه المدة ! ولو استعرضنا بعض النقاط في حوار نيافة الأنبا مارك مع الشعب الغاضب لسوف نجد أيضًا أن نيافته انتهج استراتيجية المراوغة والهروب التي كانت واضحة وضوحًا لا إلتباس فيه بل

وكانت عنوانا رئيسيا للحوار كله ، فعندما طالبه الشعب بعودة أبيهم الروحي الراهب إفرايم البراموسي إلى كنيسته ، رأيناه يتهرب أكثر من مرة ، فمرة يقول ” سأحاول” ، ومرة أخرى وتحت إلحاح شعب الكنيسة بعودة الراهب إفرايم البراموسي يقول ما يوحي بأن القرار ليس قراره وحده بل قرار من هم أعلى منه في الكنيسة

فعندما حاول بكل ما أوتي من قوة التهرب من السؤال رأيناه أيضا ينفي مسئوليته المنفردة عن ترحيل الراهب إفرايم البراموسي ويقول أن هناك من أهم أعلى منه في الكنيسة قاصدا قداسة البابا تواضروس الثاني ورئيس دير البراموس ، وإن كان هذا الكلام في رأيي منطقيًا لأن قرار عودة الراهب المحبوب من شعبه إلى ديره من المؤكد أن قداسة البابا كان موافقا عليه ومباركا له وربما يكون قداسته من بادر بهذا الطلب تحت ستار عودة الرهبان لأديرتهم في وقت نرى قداسته يُحرض صوتا وصورة الراهبات العفيفات في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية على الخروج من أديرتهن لتعديل المزاج !!! ولكن هذا لا يعفي الانبا مارك من المسئولية في عودة الراهب إفرايم البراموسي لـ “مصر ” بعد إذلاله وقهره بدليل أن نيافته في حواره مع شعب الكنيسة قال جملة خطيرة لم يتنبه أحدا لها على الإطلاق وهي عندما قال ما معناه أن الكنيسة التي خدم فيها الراهب إفرايم البراموسي كانت ماشية في سكة تانية ورجعناها ، وكنت أود أن نعرف ما هي السكة التانية التي كانت ماشية فيها الكنيسة في عهد الراهب إفرايم البراموسي ؟!!

هل كان الراهب إفرايم يسعى للكثلكة مثلا ويعلم تعاليم غريبة عن تعاليم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ؟

وهل كانت الكنيسة منسية ومشتته في عهده ؟ فإن كان هذا قد حدث “جدلا ” فما بالك بمعاناة الكنيسة في عهد نيافة الانبا مارك وكيف وصلت الخدمة فيها لمستوى غير مسبوق من التدهور والإنقسام والتشتت وتجاهل رعاية الشعب روحيا ! لدرجة أننا سمعنا ورأينا ورأى معنا العالم كله صرخات لسيدات فضليات غيورات على كنيستهن تصرخن أمام الانبا مارك بالدموع صرخات مدوية وتقول : ” احنا بنضيع والشباب بيضيع والشعب بيضيع واللي بيحصل في عهدك دة محصلش من 25 سنة ” !! كما أن الحجة التي استند إليها نيافة الانبا مارك في عودة الراهب إفرايم لديره حجة عجيبة وغير موضوعية ولا يوجد لها ما يسندها من المنطق وتعاليم الأباء ،لسبب بسيط فهو أن نيافته لو كان يريد أن يبقيه في كنيسته لفعل ووقتها لن يستطع أحد أن يراجعه خاصة وأن غالبية شعب الكنيسة يريدها ومن حق الشعب أن يختار راعيه ، كما أنه كيف يكون الراهب إفرايم البراموسي قد جاء عام 1999 للخدمة في هذه الكنيسة بقرار من البابا شنودة الثالث ثم ياتي رئيس دير أو قداسة البابا تواضروس بخرق هذا القرار وإبطاله ومحوه بجرة قلم ؟!!

وهو أمر يوحي أن نيافته كان قد عزم النية واتفقت إرادته مع إرادة قداسة البابا تواضروس لإزاحة كل من لهم صلة بالبابا شنودة من مفاصل الكنيسة في فرنسا ! بدليل أنه في حوار الأنبا مارك مع الشعب تناول البابا شنودة بالهجوم بقوله : مفيش أسقف ولا بطريرك محبوب من الشعب كله ” فرد عليه شعب الكنيسة بصوت واحد : ” البابا شنودة كان محبوب من الشعب كله ” فرد نيافة الأنبا مارك على الشعب : البابا شنودة مكنش محبوب من الشعب كله ..البابا شنودة ” يوووه يوووه ” ولمن لا يدري أن “يوه يوه ” تستخدم في اللهجة المصرية والعربية للإيحاء بالكثرة المفرطة ونيافته يحاول بهذه الكلمة العابرة التي خرجت منه تلقائيا أن يدخل في عقلية النشيء والشعب أن البابا شنودة لم يكن محبوبا من شعبه !!! في الأساس !!! فكلمة ” يوه يوه ” التي أطلقها الانبا مارك لها دلالات خطيرة كان يريد إيصالها للمتلقي لولا أن شعب الكنيسة رفضها رفضا تاما معلنين حبهم للبابا شنودة الثالث والحب الجارف له من الشعب ، وربما هذه العبارة أو الكلمة التي خرجت من فم نيافة الانبا مارك عن شعبية البابا شنودة الثالث تحمل اسقاطًا نفسيًا لم يستطع الانبا مارك منعه أو كتمه يعكس محاولته لإيجاد تبريرات أمام الشعب لبعض الأخطاء الإدارية والخدمية التي ارتكبها بحق الكنيسة أو إيجاد مبررا أيضا لمن يتناولون قداسة البابا تواضروس بالنقد والتوثيق بسبب محاولاته المستميته لتنفيذ مخطط كثلكة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعد ارتماء قداسته في حضن قداسة البابا البابا فرانسيس

بل ومحاولة إيجاد تبريرات للغضب الشعبي الهائل الذي طال قداسة البابا تواضروس عندما طالب بخروج راهبات قبطيات عفيفات تعهدن على التفرغ للصلاة ونذرن البتولية واعتزال العالم من أديرتهن للخدمة في مدارس تابعة للكنيسة الكاثوليكية التي بيننا وبينها حرومات حتى لحظة كتابة هذه السطور

وبعض تعاليمها مخالفة لتعاليم كنيستنا القبطية الأرثوذكسية ، وربما تناسى الأنبا مارك أن قداسة البابا شنودة كان مكروها ولكن ليس من شعبه بل من الهراطقة والمحرومين وأعداء الإيمان الأرثوذكسي الذي وهب نفسه بل وتعهد على حمايته والحفاظ عليه إلى النفس الأخير ! .وفي الحوار أيضا ظهر جليا الخوف المكبوت من الأسقف من السوشيال ميديا ، بقوله : “متصدقوش اللي بيتقال على الانترنت ”

وأنا هنا أتفق مع نيافته في عدم التعميم فهناك أنباء مضللة بل ومغرضة ومكذوبة تنشر من البعض على السوشيال ميديا ولكن ما رأي نيافته في كل ما ينشره شعب الكنيسة بفرنسا من وقائع موثقة صوتا وصورة ومن شهود عيان بل وضحايا الإهمال في الخدمة والرعاية ؟ وما رأي نيافته في الصور المتداولة على السوشيال ميديا بإلقاء متعلقات الراهب إفرايم البراموسي وملابسه خارج قلايته ؟!!

فنيافته انكر واقعة إلقاء ملابس الراهب إفرايم وعندما واجهه الشعب بأن الصور متداولة على السوشيال ميديا عاد وأقر بالواقعة ضمنيا وحاول ايجاد مبررات غير منطقية لها بقوله : ” اللي نشر الصور دي نيته مش سليمة ” ، عجيب أن يتدخل نيافته في نوايا شعب غيور على كنيسته وأبيهم الروحي ؟

وعجبا أن ينتقد نيافته السوشيال ميديا ونيافته بيتكلم ويعظ وينشرعلى السوشيال ميديا !! والأغرب من ذلك أن نيافته يقول :” متدخلوش حد بينا وانتبهوا من اللي بيسخنوا الناس على النت ” ، وربما هنا تناسى نيافته أن أقباط مصر والعالم المتضامنين مع شعب الكنيسة في ازمته ليسو غرباء عنهم مع أنهم في بلدان متفرقة ،لاننا جميعا أعضاء في جسد المسيح الواحد “له كل المجد ” وأن تألم عضو تألمت له سائر الأعضاء ، كما أنه ربما يكون فات على نيافته أن الدفاع عن الحق وسلام ووحدة وإيمان الكنيسة لا يمكن أن يسمى تسخينًا !

بل هو واجب مقدس على كل مسيحي غيور على كنيسته . وهناك نقطة غاية في الأهمية تناولها كشف عنها الشعب في حواره مع الأنبا مارك ، وهي إبعاد شعب الكنيسة عن كل ما يجرى فيها وجعل القرارات معلومة فقط لأتباعه عندما قال للشعب : ” في قرارات وقع عليها 600 واحد ” فقالوا له منعرفش حاجة عن القرارات دي واحنا بنفاجيء بالقرارات دي ومحدش بياخد رأينا في حاجة . والعجيب أن نيافته عرض على شعب الكنيسة مساعدات مادية في الحوار وعلى العلن

وقال لهم لو كنتم محتاجين حاجة بسبب غياب أبونا إفرايم الفترة اللي فاتت اتصلوا بي ” فكان رد الشعب عظيما بقولهم لنيافته : احنا مش محتاجين فلوس يا سيدنا محتاجين شيء واحد محتاجين أبونا إفرايم يرجع تاني ، محتاجين روحانيات ،احنا محتاجين خلاص النفوس ” ، وربما يكون نيافة الانبا مارك هنا قد فهم هذا الشعب العظيم خطأ بالإيحاء للعامة على غير الحقيقة بأن احتجاجاتهم وغضبهم بسبب الاحتياج المالي ولكن الشعب هنا أظهر بجلاء ونقاء أنه لا يحتاج سوى الحب والاهتمام والخدمة الحقيقة التي تربح النفوس للمسيح كما كان يفعل معهم أبيهم الروحي إفرايم البراموسي . ومن الامور الإيجابية في حوار نيافة الانبا مارك مع شعب الكنيسة قوله لهم :

“حسابات الكنيسة زي ما هي واللي عايز يشوف أي حسابات أوماليات ييجي يشوف وأوريهاله … ” وهذا أمر جيد ولكن يجب على نيافته أن يعلم أنه كأسقف لم يؤتمن فقط على الماليات بل أؤتمن على ما هو أعظم وهي نفوس الرعية التي ائتمنه الله عليها والتي اقسم أمام المذبح وقت رسامته على رعايتها والحفاظ على إيمان الكنيسة وتقاليدها وطقوسها للنفس الأخير .

ورسالة هنا لنيافة الانبا مارك : ارع رعية الله التي اقامك الروح القدس عليها بأمانة وطهارة وبر ، حافظ على الإيمان المستقيم للكنيسة وأزرع هذا الإيمان في نفوس شعب كنيستك ، ولا تسلم الخراف لذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية … فإن كان الإصلاح والمباني والمال والمقربون من الفئة المختارة لك سيبعدونك عن الهدف الأسمى لخلاصك وخلاص الرعية فأعلم أنك و كنيستك في خطر روحي داهم وأن الله سيحاسبك عن كل نفس ضلت أو أعثرت بسببك ..ونصلي من أجلك ومن اجل وحدة الكنيسة ليهبكم الله نعمة وحكمة وقوة في الشهادة للحق لتختطف الخراف من انياب الذئاب الخاطفة ؟

وأطالبك باسم ربنا يسوع المسيح أن تصلح ما تم إفساده قبل أن يطلب الله منك حساب وكالتك لانه مخوف جدا هو الوقوع في يد الله الحي . أرجع الراهب إفرايم البراموسي إلى الكنيسة التي احبها وخدم بها قرابة 21 عاما ، وإلى شعبه الذي احبه وهذا لم ولن يضيرك شيئا ولن يقلل من محبة الناس لنيافتكم بل سيرفعك في قلوب الجميع ..سارع إلى حفظ وحدانية الروح في الكنيسة ولا تعط إبليس مكانا ولا تجعل أعداء الله ” الشياطين ” يشمتون . ورسالتي لنيافتك : بدلا من أن تتهم المدافعين والمحتجين والغيورين على الكنيسة بأنهم يشتمون ، انصح القلة القليلة من الموالين لنيافتك بأن تبعد عن زرع الشقاقات واتهام

وتشويه المدافعين عن كنيستهم والمحتجين على بعض سياساتكم في الخدمة والإدارة ، فهؤلاء المحتجون ليسو مجهولين كما يروج أنصارك وفئتك المختارة بل شباب وشابات وأطفال وسيدات ورجال عظماء علمونا أن الكنيسة القبطية ما زالت بخير وفيها أناس أمناء وغيورين على كنيستهم .وأشير على نيافتك أن تحفظ أسماء شعب كنيستك او تحاول لأن نيافتك في الحوار مع الشعب مع أن لكم قرابة خمس سنوات خدمة في فرنسا لم تحفظ للآن غالبية أسمائهم وهو أمر يعكس أن هناك فجوة حقيقية وخطيرة بينكم وبين الشعب ، وأقول لك أن الله أيضا نطق بالحق على فمك عندما قلت بالصوت والصورة ” ما استاهلش التراب اللي بيمشي عليه أبونا إفرايم ” وهي عبارة لوحدة كفيلة بدحض ونسف أي إدعاءات أو اتهامات بحق الراهب إفرايم ، لأنك وإن كنت تقصدها فقد قلت الحقيقة وإن كنت لا تقصدها بل قلتها لمجاملة المحتجين فهذا أمر يسيء إليكم كأسقف لان الأسقف يجب ان يكون دوما صوتا للحق ومتمثلا بالله القادر على كل شيء الذي لا يأخذ بالوجوه ولا يرضي الناس على حساب الله . ونصلي دائما لنيافتكم أن تقودوا الكنيسة والشعب إلى بر الأمان من شيطان يجول زائرا يريد اقتناصه لإرادته .

أما رسالتي لقداسة البابا تواضروس بعد تداول أنباء على السوشيال ميديا لرده على من طالبوه بعودة الراهب إفرايم البراموسي لكنيسته في فرنسا بقوله : “اتركوه يستريح ” !! فإن كان ما قلته هذا صحيحا يا قداسة البابا فأي راحة تقصد ؟ هل مطلوب من نيافتكم أن تريحوا من يتمثلون بمسيحهم في بذل أنفسهم من أجل الخدمة ؟!!!

هل يجب أن يفضل الراعي الأمين الراحة على حساب راحة وخدمة أبنائه ؟ مع أن المعينين لهذه الخدمة المباركة يجب وبالضرورة أن يستهينوا بكل اتعاب الجسد وأن يكرزوا في وقت مناسب وغير مناسب لكي يقدروا أن يخلصوا على كل حال قوما ، هل تناسيتم قداستكم أن المفروزين لهذه الخدمة موضوعين لهذه الضرورة ؟ فالراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف كما قال السيد المسيح له كل المجد ، وقد قالها بولس الرسول نفسه بالروح في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس عن ضرورة البذل والتعب في الخدمة : [في تعب وكد ، في أسهار مرارا كثيرة ، في جوع وعطش ، في أصوام مرارا كثيرة ، في برد وعري ] (2 كو 11 :27 ) ، يا ثداسة البابا إيثار الراحة الجسدية وتفضيلها على حساب الخدمة والروحيات أمر يدحضه الكتاب المقدس ، فمن يخدم في الروحيات وضعت عليه الضرورة أن يموت ويجاهد من اجل الله النهار كله ( من أجلك نُمات كل النهار ) ” رو 8 :36 ” .

يا قداسة البابا الحرب الروحية ضد أسلحة الظلمة لا تحتاج تفضيل راحة الجسد على حساب الخدمة والروحيات ، والصراع مع أجناد الشر الروحية في السمائيات تحتاج رجالا وخداما أمناء أشداء في الحرب لا يعطون أجفانا نعاسا إلى ان يجدوا هم ومخدوميهم موضعا للرب ، يا قداسة البابا لقد سمعناك وقداستك تبرر لراحة الجسد على حساب تقليد الكنيسة علنا عندما بررتم من قبل دخول الهيكل بالحذاء من اجل تجنبا للبرد ، ورأيناك تريد شبابا مودرن وعصري وتتكلم عن تقاليد الكنيسة التي أقسمت على الحفاظ عليها للنفس الأخير وكأنها طبيخ بايت ، ورأينا تبرر لتغيير تقويم عيد الميلاد من أجل أن يفرح الاطفال في الغرب بشويه شكولاته ومرح عالمي زائل مع أقرانهم .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

التعليم ـ الرهبنة ـ الإدارة : محاور الأزمة ومداخل الإصلاح

كمال زاخرالإثنين 15 ابريل 2024ـــــ اشتبكت مع الملفين القبطى والكنسى، قبل نحو ثلاثة عقود، وكانت …

4 تعليقات

  1. قبطى متمرد على الجمود وعلى الحرف الذى يقتل

    السيد جرجس بشرى كان فى الأقباط متحدون ولم نرى له مقالا واحدا أو لقاءا واحدا ذات قيمه ..وأعرف لماذا تخلوا عنه ..والان يعتقد أنه بالهجوم على الكنيسه سوف يحقق له شهره افتقدها قبل ذلك فى المواقع التى عمل بها ..يا سيد بشرى اللى مايعرقفش يقول عدس وانت نازل توزع نصايحك على الأنبا مارك وعلى البابا تاوضروس ولم توجه أى نصيحه لنفسك ..طيب يا جرجس : هناك مجلس لكل كنيسه سواء داخل أو خارج مصر وهناك مجلس اسمه ” البورد ” فى كل ايبارشيه وهذا المجلس يختاره الشعب وهو الذى يوافق على الانفاق وعلى التصرف فى أموال الكنيسه ..يعنى الأسقف أو حتى البابا نفسه لا يقدر على التصرف فى أى مبلغ الا بموافقة المجلس ..فهمت ؟ ولما الأنبا ملرك وعلى لسانك قدم وثيقه موقع عليها من 600 عضو من الكنيسه موافقين على صرف الأموال ..ماذا تريد أكثر من ذلك ؟ يعنى تريد الشعب كله يوقع مثلا ؟ طيب لماذا يختارون مجلس أوبوزرد ؟ ثم قلت لك سابقا وهذا من أبسط الأمور أنه لابد من سماع الطرف الأخر ..ثم أنه ليس كل الأمور الكنسيه تقال على الملأ ..هناك أخطاء يرتكبها الكهنه والرهبان وتتم محاسبتهم ولكن لا يعلن عنها احتراما لهم ولأسرهم ..فهمت ؟ يتبع

  2. قبطى متمرد على الجمود وعلى الحرف الذى يقتل

    وعندما قال البابا تاوضروس ” سيبوه يستريح ” ه1ا كلام له مدلول كبير وأنت لم تفهم وهذه مشكلتك ولن تفهم طوال عمرك ما دمت بهذه العقليه . ومن المعروف أن أى راهب يتمنى الا يخرج من الدير ..فهمت ؟ وعوده الراهب الى ديره لأى سبب هو مكسب له ..فهممت ؟ وربما تكون هناك أسباب أخرى ..ثم أنه هناك اجماع على أن الراهب لا يجب أن يخدم وسط العائلات وخارج الدير بل يجب أن يكون الخادم أو الكاهن الذى يخدم وسط العلائلات من المتزوجين ..فهمت ؟ هل تريد أن نقول لك السبب أم فهمت ؟ انتهى – أستغرب جدا أنك ترفض خدمة الراهبات فى مدارس الكاثوليك ..طيب لماذا يا سيدنا جرجس ؟ هل هو كفر بالله مثلا ؟ وأين أحبوا أعداءكم لو اعتبرت أنهم أعداؤك مثلا ؟ هل تعرف أن مدارس الراهبات من أنجح المدارس فى مصر والعالم ومنهم تخرج الكثير جدا من القاده ؟ هل تعرف شرف الخدمه فى مدارس الراهبات ؟ يا سيد جرحس كفى نرجسيه قبطيه فارغه ..نحن لسنا الفرقه الناجيه وكفى أوهام . يتبع

  3. قبطى متمرد على الجمود وعلى الحرف الذى يقتل

    ومن قال أن هناك أتباع للبابا تاوضروس و هاك أـباع للبابا شنوده وللبابا تاوضروس يريد أن يتخلص منهم ؟ هذا فكر مريض يا سيد جرجس ..ربما تعلم أ، أغلب المطارنه والأساقفه الحاليين هم من رسمهم البابا شنوده ولم يتم التخلص من أى واحد منهم وهذا مثال فقط . والبابا تاوضروس الانسان المتواضح المحب للجميع معروف جدا بالسلام الذى يتمتع به مع الجميع ..عيب عليك يا جرجس أن تتهم البابا تاوضروس بهذا الاتهام البذئ ..ومن قال أنه بيننا وبين الكاثوليك حرومات ؟ هذه عقليات مريضه ..والبابا تاوضروس يريد وحدة الكنائس ونتمنى أن يحدث لكن للأسف لا يقدر من المختلفين أمثالك وأمثال من يعترضوه . يا رجل عدد الأقباط حوالى 20 مليون مثلا وعدد الكاثوليك مليار وربع ..ما العيب أن يكون عيد الميلاد معهم ؟ هل عيد الميلاد لاهوت مثلا حتى لا يتم تغيير ميعاده ؟ وهل تعرف معاناة الأقباط فى الخارج بسبب اختلاف مواعيد الأعياد أم أنك تقبع فى المحروسه ولا تدرى شيئا ؟ هل تعرف أن ميلاد السيد المسيج غير معروف بالضبط ؟ وما الذى يحدث لو تم تغيير عيد الميلاد وأصبحنا نساير العالم كله ؟ على فكره يا جرجس حكاية أننا فقط نمتلك الحقيقه ونحن الأقباط خير الخلق وأتباع الدين الصحخيح والفرقه الناجيه لا تفرق بينك وبين داعش وبين السلفيين .

  4. قبطى متمرد على الجمود وعلى الحرف الذى يقتل

    لماذا لا تتغير تقاليد الكنيسه يا جرجس ؟ هل هى لاهوت مثلا ؟ ها هو كورونا تغيرت طريقة التناول مثلا ولم تفقد الكنيسه شيئا . ابنائى فى امريكا كانوا يسمعون الكاهن يصلى من أجل نهر النيل وهم لا يعرفون نهر النيل أين هو ؟ والكثير من المهاجرين هناك قالوا للكاهن لماذا لا تصلى من أجل أنهار البلد الذى نقيم فيه بدلا من نهر النيل وتم تغيير هذه الأوشيه ..هل تغيرت الكنيسه أم التقليد ؟ ها هو القبله المقدسه فى القداس لن تنفذ بسبب كورونا وهذا تقليد .هل هذا ينتقص من الكنيسه ؟ بل منعت القبله نهائيا ..القبله لمن لا يعرف هى السلام باليد وليس بالتقبيل . يا سيد جرجس اذا كنت تريد الشهره عليك بالاجتهاد وتحسين مستواك ولا تستسهل الشهره بالهجوم على الكنيسه دون أن تدرى شيئا . والنرجسيه القبطيه المصريه هى سبب عزلتنا ونكبتنا ..نأعتقد أن الموضوع أكبر منك بكثير جدا فلا تقحم نفسك فيه مره أخرى .

اترك رداً على قبطى متمرد على الجمود وعلى الحرف الذى يقتل إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.