جريدة الأهرام الجديد الكندية
مقالات مشابهة
واصف ماجد
انتقل عن عالمنا نيافة المطران مار أفرام، مطران كنيسة المشرق في الهند، صباح الاثنين 7 يوليو 2025، بعد معاناة مع المرض أثناء تلقيه العلاج في أحد المستشفيات الخاصة بمدينة ثريسور بولاية كيرالا جنوب الهند، عن عمر ناهز 85 عامًا، وبعد خدمة كنسية امتدت لما يزيد على خمسة وخمسين عامًا في الأسقفية.
وُلد المطران باسم جورج ديفيس موكن في 13 يونيو 1940 بمدينة ثريسور، ونشأ في عائلة مسيحية
مكونة من عشرة أبناء. تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في عدد من مدارس المنطقة، ثم واصل دراسته
الجامعية في كلية القديس توما، قبل التحاقه بكلية ليونارد اللاهوتية عام 1957.
وفي بداية الستينيات، حصل على منحة دراسية من مجلس الكنائس العالمي، فانتقل إلى إنجلترا
ثم تابع دراسات لاهوتية قصيرة في سويسرا وكنائس أخرى أوروبية، إلى جانب حصوله على درجتي
ماجستير في تاريخ الكنيسة من بنغالور ونيويورك.
سيم شماسًا في يونيو 1961، ثم كاهنًا عام 1965، وفي سبتمبر 1968 تمت سيامته أسقفًا
على يد المطران مار توما دارمو في كاتدرائية مار زايا ببغداد، ليبدأ فورًا خدمته مطرانًا
على كنيسة المشرق في الهند، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى وفاته.
أكمل مار أفرام دراسته للدكتوراه في اللاهوت عام 1976، ثم حصل على درجة الدكتوراه
في الفلسفة (Ph.D.) من جامعة المهاتما غاندي عام 2002 بعد سنوات من البحث الأكاديمي
في مؤسسات علمية دولية بينها جامعة هارفارد، والمعهد الشرقي في روما، والمكتبة البريطانية.
أصدر المطران الراحل 68 كتابًا في مجالات متنوعة أبرزها التاريخ الكنسي والسير الذاتية
وأدب الرحلات، إلى جانب أعماله في مجال الكتابة الساخرة، حيث أصدر سلسلة من الكتب الفكاهية
باللغة الإنجليزية، تُرجمت إلى عدة لغات بينها الروسية والعربية والآشورية. كما كتب عددًا
من الترانيم الروحية، أبرزها ترنيمة “هوذا صليب الجلجثة”، التي نُشرت بأكثر من مائة لغة
وأصدر ألبومًا بعنوان “آلاها” ضم 16 ترنيمة من تأليفه.
شارك المطران مار أفرام في لجان الحوار اللاهوتي مع الفاتيكان، وترأس اللجنة المشتركة
من جانب كنيسة المشرق، كما قدّم أبحاثًا في مؤسسة Pro Oriente، وارتبط اسمه
بدراسة مسألة النسطورية من منظور أكاديمي لاهوتي.
وعلى الصعيد المجتمعي، أسس عام 1980 مركزًا فنيًا لتدريب الشباب في ثريسور
بتمويل من مجلس الكنائس العالمي.
حصل المطران على جوائز محلية ودولية، منها جائزة الأدب من نادي الروتاري
وجائزة رجل الإنجاز من المركز البيوغرافي الدولي، وجائزة أفضل شخصية مسكونية
من مجموعة ثريسور المسكونية، إلى جانب إدراج سيرته في عدد من الموسوعات البيوغرافية العالمية.
برحيل المطران مار أفرام، تفقد كنيسة المشرق في الهند واحدًا من أبرز وجوهها اللاهوتية والثقافية
في العصر الحديث، بعد خدمة امتدت لأكثر من 56 عامًا في الدرجة الأسقفية، ساهم خلالها
في تطوير التعليم الكنسي، وتعزيز الحوار المسكوني، وإثراء الحضور الفكري للكنيسة على الساحة العالمية.
