دوما ما أتساءل ماذا في صوت فيروز حتى يطعنني صوتها بالسكينة والحزن فجأة وتتملكني الرغبة في البكاء ..وأجدني أدخل في عزلة ممزوجة بالمطر الرمادي ثم أذهب افتش عن شيء ما بداخلي ..
ربما أصدقاء غابوا.. أو رائحة عطر أحدهم أو حكاية لم تكتمل من دون اسباب أو انتظار مازال ينتظر
ماذا في صوتك يا فيروز لأنهار هكذا في داخلي ويرتبك يومي بالتشتت ..
لم تبهجني أغنياتك في الصباح كما لكثيرين .. ولم تتجدد فيا طاقة النشاط لكنها تهدّني بالسكوت
حتى أدركت أنها موسيقي التعب لزياد..موسيقي اللوز المر الممزوج بعسل الروح ..
زياد هو .. حين طوع عمق صوتك الفردوسي لوتر مشحون بالبريق والإرهاق معا ..فصرنا مع موسيقاته
حالة من الصمت الناعم والبهجة الخجلى وخفقات قلب تسأل: لماذا غادت الآن ومازال سُلم النوتات
لم يُكمل صعوده بعد ..
لماذا اثقلت علينا بكل الثقة فيك وكل الأمل فيك وكل الولع فيك ..بيكفيك ..شو بدك زياد يعني نموت فيك ؟
سنغيب جميعنا وتظل موسيقاك مشتعلة بالازدهار وسيبقى صوت فيروز مشحون بالعتاب ..بعدك على بالي

جريدة الأهرام الجديد الكندية
