“صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ ،نَوْحٌ، بُكَاءٌ مُرٌّ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا ، وَتَأْبَى أَنْ تَتَعَزَّى عَنْ أَوْلاَدِهَا ، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ.”
(إرميا ٣١: ١٥)
لم يكن غرق الشاب كيرلس عماد، ابن السابعة عشرة، مجرد حادث عابر في أسرة بسيطة في بلدة بسيطة تدعى المراعزة الشرقية داخل مركّز ارمنت بمحافظة الأقصر ؛ بل كان بداية سلسلة من الفقدان الموجع.
رحل في لحظة، تاركًا أمّه الراهبة الجيد وخالته كيرستين في صدمة لا تحتمل.
الأم تبكي بحرقة، والخالة تحاول أن تُسندها، لكن الحزن كان أكبر من قدرتهما على الاحتمال.
مضى أسبوع فقط، ثم لحقت الأم وشقيقتها بابنهم الراحل.سقطتا معًا، وكأن قلوبهنّ رفضت أن تستمر في الحياة بعد أن انكسر قلب العائلة.
قد يتساءل البعض: كيف يحدث ذلك؟

تجمع أسرة كيرلس عماد أمام مستشفى أرمنت 
تجمع أسرة كيرلس عماد أمام مستشفى أرمنت 
تجمع أسرة كيرلس عماد أمام مستشفى أرمنت 
تجمع أسرة كيرلس عماد أمام مستشفى أرمنت 
كيرلس عماد غريق الأقصر
إن التفسير العلمي الأقرب هو ما يُعرف طبيًا باسم “متلازمة القلب المنكسر” (Broken Heart Syndrome).
هذه الحالة تحدث حين يتعرض الإنسان لصدمة نفسية شديدة، فيفرز جسده هرمونات توتر
تضرب عضلة القلب مباشرة، فتضعفها وتؤدي أحيانًا إلى توقفها المفاجئ، حتى عند أشخاص أصحاء
لم يعرفوا أمراض القلب من قبل.
لقد ماتت الأم والخالة بالحزن،
رحلتا لأن القلوب قد تنكسر فعلًا، ولأن بعض الصدمات أقوى من أي احتمال.
وهكذا صارت قصة كيرلس وأمه وخالته شاهدًا على أن الحب قد يكون عميقًا لدرجة أن ينهي الحياة
وأن الفقدان يمكن أن يقتل قبل أن يشيب الشعر أو يثقل العمر بالكبر والجسد بالمرض .
بقلوب يملؤها الحزن، وإيمان راسخ بالقيامة والحياة الأبدية، نُعزي أسرة الشاب الغالي
كيرلس عماد ، ووالدته الفاضلة الراهبة الجيد، وخالته المباركة كيرستن
اللواتي انتقلن جميعًا إلى أحضان القديسين.
إن كانت الدموع تُثقل العيون، فتعزيتنا أن نفوسهم في سلام عند مخلصنا الصالح، حيث “يمسح الله
كل دمعة من عيونهم” (رؤيا ٢١: ٤).
نصلي أن يمنح الرب عزاءً سمائيًا للأسرة المكلومة وكل أحبائهم، وأن يملأ قلوبكم برجاء القيامة
حيث لا موت ولا وجع ولا حزن ولا تنهد بعد .
“الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركًا” (أيوب ١: ٢١).
جريدة الأهرام الجديد الكندية
