الدراما ليست مجرد ترفيه، لكنها قوة قادرة على بناء مجتمع وصناعة قدوة حقيقية، والتأثير في أجيال المستقبل لترسيخ القيم الدينية والأخلاقية، وإبراز معانٍ مثل العدل والصدق والأمانة
وتقديم نماذج لشخصيات ناجحة محبة لوطنها ومشرّفة.
كما يمكنها مناقشة مشكلات مثل المخدرات أو التحرش والاغتصاب والمشكلات الأسرية والتربوية
خصوصًا ما تواجهه الأسرة المصرية في تربية الأطفال في سن المراهقة، مع تقديم حلول إيجابية
تتوافق مع مجتمعنا، وتسهم في حماية الأجيال القادمة من التغريب والتقليد الأعمى.
لكن لماذا فقدت الدراما المصرية بوصلة القيم؟
في السنوات الأخيرة أثارت الدراما المصرية جدلًا واسعًا بسبب ما تحمله من أفكار تخالف القيم الإسلامية
والعادات والتقاليد الاجتماعية، من خلال عرض مشاهد الخيانة والانحراف والعلاقات غير المشروعة
بطريقة مبالغ فيها، تتضمن ألفاظًا ومشاهد خادشة للحياء، مع التركيز على إبراز قصص
البلطجة والمخدرات، وتقديم نماذج سلبية للشباب بدلًا من تقديم قدوات ناجحة.
الأعمال الجادة الهادفة محدودة، بينما أغلب الأعمال الدرامية تقدم أفكارًا تتعارض مع القيم
وأخلاقيات الإسلام، كما تُظهر الملتزمين دينيًا بصورة مشددة أو سلبية.
ورغم وجود رقابة رسمية، إلا أن كثيرًا من الأعمال تمرّر رسائل مبطنة تمس القيم.
الدراما المصرية اليوم تقف عند مفترق طرق: إما أن تستعيد دورها الحقيقي
في نشر الوعي الأخلاقي المناسب للعادات والتقاليد الاجتماعية، أو تستمر في تقديم محتوى
يخالف القيم تحت شعار حرية الإبداع والواقعية.
وقد عبّر الجمهور عن رفضه وغضبه على السوشيال ميديا من تكرار قصص البلطجة
وإظهار الحارة المصرية بأبشع صورها، مؤكدين أن هذه النماذج لا تمثل الحارة المصرية.
الدراما الإيجابية هي معلم يترك أثره في الوجدان، وتجعل الفن وسيلة للنهوض والتقدم.

جريدة الأهرام الجديد الكندية
