واصف ماجد
أثارت تصريحات متباينة من قيادات كنسية بارزة جدلًا واسعًا بشأن الجهة التي بادرت باستضافة مؤتمر مجلس الكنائس العالمي في مصر.
المطران سرابيون أشار في حديثه إلى أن المجلس نفسه هو من اقترح إقامة المؤتمر في مصر
بعد رفض عقده في بلدة نيقية بتركيا، مؤكدًا أن البابا تواضروس رحّب بالفكرة ووافق على استضافة الفعاليات.
في المقابل، أوضح البابا تواضروس الثاني أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي التي سعت
منذ البداية لاستضافة المؤتمر، من خلال ممثليها في المجلس: الأنبا توماس والأنبا أبراهام والأنبا يوسف.
وذكر أن هذه المساعي استمرت حتى تمت الموافقة منذ نحو عامين، رغم ما وصفه بصعوبة القرار
من جانب المجلس، لافتًا إلى أن لجانًا عدة زارت مصر للتأكد من قدرتها على استضافة
نحو 500 مشارك على مدار ثلاثة أسابيع.
البابا تواضروس وصف استضافة المؤتمر بأنها حدث تاريخي غير متكرر، وأكد أنه سيُسجَّل في السنكسار
وهو ما أثار تساؤلات وانتقادات في الأوساط الكنسية.
فالبعض اعتبر أن السنكسار يقتصر تقليديًا على سير القديسين والشهداء
وتذكارات الأعياد والأصوام، وليس الأحداث الكنسية المعاصرة.
الجدل تعمّق بسبب طبيعة المشاركين، حيث يضم المؤتمر طوائف بروتستانتية لا تعترف بالأسرار الكنسية
إلى جانب ممثلين يطرحون قضايا مثيرة للجدل مثل كهنوت المرأة وقبول زواج المثليين.
ويرى معترضون أن هذه التركيبة تتعارض مع قرارات مجمع نيقية الذي يُفترض أن يشكّل خلفية رمزية للمؤتمر.
كما أثار إعلان البابا عن تكريم شخصيات تاريخية مثل البابا أثناسيوس، والبابا ألكسندروس
والبابا بطرس خاتم الشهداء، إضافة إلى البابا أرشيلاوس الثامن عشر، حالة جدل أخرى.
فقد اعتبر منتقدون أن إدراج البابا أرشيلاوس تحديدًا يطرح إشكالية، إذ ارتبط اسمه بقبول آريوس
على الرغم من تحذيرات سابقة ضده من البابا بطرس خاتم الشهداء بعدم قبول أريوس في شركة الكنيسة
وهو ما يرونه متناقضًا مع مناسبة مرتبطة بمجمع نيقية الذي حرم تعاليم آريوس.
وبين هذه المواقف المتضاربة، يبقى التساؤل مطروحًا بين الأقباط: هل تم استضافة المؤتمر بقرار كنسي
داخلي أم بطلب من مجلس الكنائس العالمي، وما هو الأساس اللاهوتي لإدراجه كحدث يستحق
أن يُسجَّل في الذاكرة التاريخية للكنيسة؟
جريدة الأهرام الجديد الكندية
