واصف ماجد
أدلى نيافة الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، بتصريحات قوية تناول فيها ما أثير من جدل حول احتفال مرور 1700 عام على مجمع نيقية، والذي استضافه دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون بمشاركة وفود كنسية من مختلف دول العالم.
أكد الأنبا رافائيل أن الحدث يمثل دعاية إيجابية كبيرة لمصر والكنيسة القبطية، مشيرًا إلى أن حضور ممثلين من كنائس العالم يبرهن على قوة الكنيسة المصرية ومكانتها، كما يعكس صورة مصر الآمنة المستقرة.
وأوضح أن اجتماع الطوائف المسيحية في هذا الاحتفال لا يحمل أي صبغة حوارية أو توحيدية
قائلاً: “هو مجرد احتفال، وليس اتفاقًا أو معاهدة، مثل أعياد الميلاد التي يحضرها الأصدقاء من مختلف الطوائف”.
وتعليقًا على الانتقادات الموجهة لقداسة البابا تواضروس الثاني، قال نيافته: “قداسة البابا مخلص للكنيسة،
وللإيمان الأرثوذكسي، ولشعبه. ده بابا الكنيسة يا جماعة”، مشددًا على ضرورة الحديث عن البابا
بكل احترام وتقدير، باعتباره رأس الكنيسة ورمز المسيحية في الشرق الأوسط.
وأشار الأنبا رافائيل إلى أن ما يُثار من كلام عن “تغييرات” داخل الكنيسة لا يستند إلى واقع، مضيفًا:
“البابا له 13 سنة على كرسى مارمرقس، قولولي إيه اللي اتغير؟ لا قداس اتغير، ولا صلوات اتغيرت
ولا عيد اتبدّل، ولا صيام اتشال”. ودعا المنتقدين إلى التحلي بالهدوء قائلاً: “لما تلاقوا قرار طلع غلط
ساعتها اتكلموا، لكن مفيش حاجة من اللي بيتقال صح”.
كما وجّه نيافته رسالة حازمة إلى من يهاجمون الكنيسة، قائلاً: “الناس اللي بتغلط وبتشتم
وبتهاجم بالباطل.. عايزين نار وتولعوا الدنيا؟ حتى لو فيه اختلاف في وجهة نظر، نقعد
ونتناقش بهدوء، مش نهين الكنيسة ورأسها. فيه ناس بتحب تصطاد في المية العكرة، وده مش مقبول”.
وأكد أن أعضاء المجمع المقدس متابعون لكل ما يجري داخل الكنيسة، قائلاً: “إحنا كمطارنة وأساقفة
مش نايمين على ودانّا، ما إحنا مع قداسة البابا في كل حاجة وشايفينها”.
وأوضح الأنبا رافائيل أن الكنيسة القبطية عضو فاعل في مجلس الكنائس العالمي منذ عهد البابا يوساب
وتتمتع بمكانة مؤثرة بين الكنائس، مشيرًا إلى أن مثل هذه اللقاءات العالمية تُعد دعمًا كبيرًا
لصورة الكنيسة وللدولة المصرية، وتؤكد أن مصر تستعيد مكانتها على الساحة الدولية.
واختتم نيافته كلمته بالتأكيد على أهمية احترام البابا ومحبته، قائلًا: “شوفنا في أسيوط كم الحب والتكريم
اللي استقبل بيه الشعب قداسة البابا، وده الصح والمطلوب.. كرامة لينا قبل ما تكون كرامة ليه. لما غيرنا
يشوف كده، بيحترمونا لأن لينا كبير بيحبوه وبيقدّروه”.

جريدة الأهرام الجديد الكندية
