الجمعة , ديسمبر 5 2025
الكنيسة القبطية
كمال زاخر

الكنيسة والخروج من نفق طال (1 من 2)

كمال زاخر

الخميس 28 نوفمبر 2025

يعتقد كثيرون أن  أزمة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في السنوات الأخيرة، مجرد صراع بين جناحين عند قمتها، ويختزلها طيف من المتابعين في جدلية قبول ورفض اختيار وتجليس البابا تواضروس بطريركاً، كتنويعة على صراع أجنحة مجمع الأساقفة، في استدعاء لما يحدث في الفضاء السياسي.

وقد يكون هذا صحيحاً لكنه لا يقرأ المشهد كاملاً، والذى لم يتشكل بشكل مفاجئ، لكنه نتاج تراكمات لسنوات

وربما أجيال سابقة، شهدت اجتهادات عديدة في سعي انقاذ كيان بات مهدَداً بالأفول لأسباب تاريخية

وتحولات في محيطها الخارجي جعلها محل استهداف وضغوط واجهتها بصلابة مكونها الإيماني

حتى مع ضعفها المؤسسي، وكان السر في المخزون التقوي اللاهوتي الذي اختزنه عقلها الجمعي الشعبوي.

الذي استطاع أن يَعبُر بالكنيسة، الكيان والتراث، حتى انطلقت شرارة الإحياء مع شباب اربعينيات

القرن العشرين، وهو ما عرضنا له في عديد من أطروحاتنا.

بقيت الكنيسة بطقوسها وممارساتها التي تحصنت بإصرار جيلي على الحفاظ عليها كما هي كموروث حميمي غالٍ،

وبقيت الأديرة بنذورها محمية بعزلتها، بسكانها البسطاء على قلتهم وشيخوختهم، حتي قصدها نفر

من هؤلاء الشباب ليعيدون لها الروح، وإن اختلفت طرقهم، لكنهم في غمار سعي الإحياء لم ينتبهوا

للبعد التنظيمي الذي يحميها من الشخصنة بقواعد موضوعية، وعمق من أزمتها مغازلتها للكهنوت

الذي صار حلم كثيرين

من ساكنيها، ومحاولات تنميطها، التي افقدتها تمايزاتها بفعل قولبتها، وفقدت حيويتها بعد أن تبنت الكنيسة

رسامة اسقف لكل دير. وكان من عوامل اختلالات الأديرة، الاخفاقات الاقتصادية والقيود السياسية

في المجتمع المصري خارج الأديرة، والتي انعكست على الشباب الذي وقع تحت وطأة البطالة وعدم التحقق

فاتجه بعضه للهجرة المؤقتة أو الدائمة، ووجد بعضه في الرهبنة ملاذاً يوفر له إقامة مستقرة

وما يحسبه سلاماً وفق ما وقر في ذهنه من تعاليم، وتخففاً من التزامات لم يعد قادراً عليها

وقد يصادف أحدهم الحظ فيتم رسامته اسقفاً.

وحتي لا تستغرقنا التفاصيل أوجز رؤيتي فيما نحتاجه للخروج من المأزق المعاش

أحسبها  توصيات بطعم الرجاء:

وضع دستور يحدد أُطر ومحاور الإيمان؛ العقائد والطقوس، وأطر الخدمة؛ الصلاحيات

والمسئوليات والضوابط.

ضبط منظومة التعليم الإكليريكي والكنسي علي الفكر الأرثوذكسي الإنجيلي الآبائى المحقق.

دراسة تأسيس منظومة رهبنة خادمة، أو تكريس، خارج الأديرة تتواصل مع المجتمع    

   وتقدم له خدمات التعليم والصحة واعالة المعوزين وذوى الاحتياجات.

عودة مشاركة الأراخنة في تدبير الكنيسة.

تقييم تجربة الأسقف العام.

اعادة ترسيم حدود الإيبارشيات؛ مطران لكل محافظة، يتبعه اساقفة مدنها.

تقييم وتقويم منظومة الرهبنة.

العودة إلى اسناد تدبير الدير لواحد من شيوخه لا لأسقف.

رسامة اسقف لشئون مجمل الأديرة.

فك الارتباط بين الرهبنة والكهنوت داخل الأديرة.

انشاء آلية مركزية لإدارة مشروعات الدير الإنتاجية.

انشاء آلية لإعداد الرهبان المرشحون للأسقفية.

تقنين منظومة التكريس خارج الأديرة.

ضبط ملابس وكرسي ومقر الأسقف علي الحس القبطي النسكي الإنجيلي الآبائى.

تقنين العلاقة بين الأسقف وكهنة ايبارشيته من التبعية إلى التكامل.

التوقف عن إنشاء مدافن خاصة بالأساقفة، والتي تشبه المذبح المقدس، وإعادة دفن   

 الراحلين منهم في مدافن الإيبارشية، أو طافوس الدير.

تأسيس منظومة الإعلام الكنسىي علي قواعد مهنية احترافية.

في الجزء الثاني من طرحنا غداً الجمعة؛

وفيه نفصل، بقدر، ما أجملناه هنا على أمل أن تجد متسعاً من الوقت عند المتنفذين في الكنيسة للتفاعل معها.

شاهد أيضاً

كلية النصر للبنات

علاء ثابت مسلم يكتب : ماذا سأفعل لو أصبحت وزيرا للتعليم ؟!

طرحت عليّ إحدى طالباتي سؤالاً يبدو بسيطاً لكنه يحمل ما وراءه:”لماذا لا تصبح وزير التربية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.