الأحد , أبريل 28 2024
الشيماء حسن
الشيماء حسن

أتحبين يومآ

بقلم الشيماء حسن

سألنى صديق مرة : هل وقعتى فى الحب ؟

اجبته : وهل الحب بئر ! لماذا نستخدم لفظة الوقوع حتى فى الانجليزية يقولون fall in love فهل الحب سقوط !

قال : ماذا تريدين أن أقول ؟

قلت : قل مثلا هل حلقتى يومآ فى سماء الحب !

قال ( بحدة ) : وقعتى او حلقتى او سبحتى حتى فقط اجيبينى .. هل احببتى يومآ !

– ولما تسأل !

-اريد أن اعرف ، اشعر احيأنا وكأنك تكرهين الحب

– ويحك ! كيف تجمع الحب والكره فى جملة واحدة :

أتعجب لتلك القدرة المصرية المنفردة التى تجمع متضادين فى آن واحد .. لكم تعكس ازدواجية المجتمع بسهولة ويسر !

– شيماااء .. متى تتوقفين عن لماضتك ! لا اخذ منك سوى الفلسفة .. تودين فقط لو يحكمنا العقل وتتوقف القلوب عن النبض !

نظرت اليه عاتبة صامتة قائلة فى ذهنى < يالك من احمق > قرأها فى عينى على غير العادة وقال : حسنا سأغير السؤال شرط ان تجيبى ! اجبته بنظرة صامتة أن اسأل ..

فقال بابتسامة خبيثة : هل تحلقين يوما فى سماء الحب ؟

اجبت : بالتأكيد

اتسعت ابتسامته واضاف : ومن تحبين ؟

سألته بدورى هل يتسع وقتك ! اجابنى بابتسامة صافية وهل أملك سوى الوقت .)

قلت : بالطبع سأحب .. احب من يخرج عن النص ، يغرد خارج السرب ، يهوى كسر عادات المجتمع وتقاليده ، يتمرد على موروثاته ، لا يلقى بالا سوى لقناعاته . من لا تعنيه نظرة الناس وارءاهم ,,,

أحب هذا الذى لو سألته فى قضايا جدلية او دينية لاجابنى قائلا اعتقد كذا وأرى كذا ثم اسرد لى تحليله للامور ولم يردد على مسامعى هذا ما افاد به العالم البحبانى وفسره الشيخ الجهبذانى واقره المذهب الفلانى ….. احب الحر من يتحرر من سلطان الاولياء والشيوخ والقديسين .

أحب من يتناقش معى فى قضايا الكون ، الفضاء الخارجى ، درب التبانة ، الثقب الاسود ، والحياة على الكواكب الاخرى والحب والجنس والانجاب والتبنى والتغير المناخى والبيئة والطاقة والغذاء والملبس والمسكن .. والاستنساخ والتحلل والمنظومة الاخلاقية ، والاسئلة الوجودية … من يؤمن بعدم وجود مسلمات غير قابلة للبحث والدراسة وتعدد الافتراضات .

من يتقبل الاختلافات وتعدد الثقافات والاعراق والاديان والجنسيات ولا يدعى أفضلية لجنس دون اخر .. ولا يتعصب لملة او دين .. من يؤمن بالحرية والمساواة والعدل لكافة البشر دون تمييز او عنصرية .. من ينبذ الصراعات والعنف والحروب ويجنح للسلام ويسعى لبناء جنة على الارض اكثر من حلمه بجنة السماء .. من يؤمن باأن الحل لكل الصراعات هو الاحتواء وليس الاقصاء …….

من لا يدعى افضلية للرجل على المرأة ويراها نصفه الاخر وشريكته فى الحياة والوجه الاخر للعملة .. من لا يعتدى على حريتها وحقها فى الاختيار ولا يتعدى على مساحتها بدعوى القوامة او التميز والانفراد بالقيادة . من يتفهم فطرة الانوثة ويحترم طبيعتها ولا يحاول تشويهها و وأدها فى مهدها .

احب من يحب الشعر والادب ويعشق نزار ويؤمن مثله ان الانسان لا تصنعه سوى التجارب والتحرر من القوقعية ….

من لا يضحك حين أخبره أن روحى كانت فى زمن مضى فراشة وقد تظهر له مرة اخرى اذا مت على هيئة حورية ^..

صمت فجأة ونظرت الى صديقى سائلة اياه اتعرف انى كنت يوما فراشة !

ضحك قائلا : مجنوووووووونة .. هكذا انتى لا احظى منكى باجابة مفيدة مالى انا ودرب التبانة ثم ماهذا الثقب الاسود تعيبين على لفظ الوقوع وتتحدثين عن الثقوب امجنونة انتى ..

صمت لحظات ثم قال او تعلمين انى أحب نزار .. ضحكت كما لم أضحك يوما وفى ذهنى يتردد السؤال

هل اقع يومآ فى الحب !!

كم أتمنى لو سافرنا

نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ

حيث الحبُّ بلا أسوارْ

والكلمات بلا أسوارْ

والأحلامُ بلا أسوارْ

*الشعر لنزار قبانى

شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.