الثلاثاء , أبريل 30 2024

“صديقي المحقق … عزيزي الجلاد”

بقلم / محفوظ مكسيموس

بعد رجوع بعض الفتيات ( المختفيات ) تعلو أصوات بعض أصدقائنا الغيورين متسائلين: أين كانت و مع من ذهبت و كيف عادت ، ….. …… كثير من الأسئلة مفادها ( البنت كانت بتتمرقع ) أو ( مشيت بمزاجها ) و في حقيقة الأمر يزداد إندهاشي جدا لمثل هذه الأسئلة عندما تُطرح من مثقفين أو أصحاب رؤية.

فبدلا من أن نساهم بإيجابية في إحتضان الإبنة أو الإبن مقتديين بالأب الكريم الذي فتح ذراعيه مستقبلا إبنه الذي ( ورثه حيا ) و – بدد ثروته – و مع ذلك إستقبله بأحضان و ذبح له العجل المُثَّمن و لكننا إتخذنا موقف الإبن الأكبر الضال أيضا الذي فتح علي أبيه نيران الحقد و التوبيخ و هكذا نحن نكرر نفس الشئ!!!!!

فنصر علي جلد الأباء و نطالبهم بإستبيان تفصيلي و تقرير ممل عما حدث ( لإبنتهم) و كأننا أيضا أوصياء عليها!!!! لا يا صديقي المحقق أنت لست بوصَّي عليها وليس لك أدني حق أن تجلد الأباء أو أن تستجوب الفتاة حتي لو كانت إقترفت الجُرم كله و فعلت من المُبيقات أبغاها ففي الأخير كلنا تحت الضعف و لا يوجد في المسكونة كلها من هو ( كامل )

عزيزي الجلَّاد رفقا بهؤلاء الذين تداركوا أخطائهم سريعا و كانت لهم من الشجاعة النادرة أن يعودوا ثانية فلو تمعنت في هذا فقط لوجدتهم أقوي مني و منك و عندهم من القوة و التوافق و معرفة الذات ما لم يصل له كثيرين.

فأرجوك صديقي المحقق و عزيزي الجلاد أن لا تتعجل الإستجواب الهادم الهدَّام و إن لم تمتلك القدرة علي التحلي بصفات الأب السخي الكريم الذي يمتلك الحب الغير مشروط فعلي أقل تقدير لا تضع نفسك في سلة واحدة مع الإبن الأكبر الذي أظهر ضلاله و هو في بيت الأب.

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.