السبت , ديسمبر 6 2025
فاطمة بدران
فاطمة بدران

تجّار الوهم باسم العلم حين يصبح الجهل أخطر من الطلاق

بعض الأشخاص يقدّمون أنفسهم كخبراء في علم الاجتماع أو العلاقات الأسرية بدون أي أساس علمي أو دراسة أكاديمية، مما يسبّب نشر مفاهيم خاطئة ونصائح مضرّة على الأسرة المصرية، واستغلال المشاعر والمشاكل الزوجية.

أصبحنا نشاهد الكثير من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي يتحدّثون بصفة “خبير علاقات أسرية”

أو “متخصّص في علم الاجتماع”، ويستخدمون تلك المنصات لنشر معلومات خاطئة تهدّد أمن الأسرة المصرية واستقرارها.

يردّدون عبارات ضارة، ويستغلّون الثقة بالنفس والظروف النفسية والاجتماعية المحيطة ببعض الحالات.

الخبير الحقيقي لا يبيع أوهامًا أو نصائح سطحية، بل يستند إلى العلم والدراسة لحل المشاكل بما يناسب ديننا وعقائدنا ومجتمعاتنا الشرقية.

فالعلاقات الأسرية ليست وصفة جاهزة تُنسخ وتُلصق، بل منظومة معقدة تتأثر بعدة عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية وحتى سياسية.

إذن، السؤال هنا: هل نحتاج إلى خبير أسري حقًا في كل المشاكل الأسرية؟ أول من أسّس علم الاجتماع

في مصر هو الدكتور علي عبدالواحد وافي.

في مناهجه الفكرية ربط دائمًا بين العلم والدين، وبين الحداثة والتراث، وبين الفكر الاجتماعي

والعقيدة الإسلامية، مؤكّدًا أنهما لا يتنافيان، بل يتكاملان.

فهل هؤلاء المدّعون يتّبعون نهج وقيم الدكتور وافي؟ ومن المؤسف أننا أصبحنا في مهزلة حقيقية

عندما نرى بعض النساء في جروبات خاصة تُسمّى “جروبات الماميز“. هذه الجروبات أصبحت قنبلة موقوتة

على وشك الانفجار، لما نراه من فتيٍ وجهلٍ واستهتار.

إذ تتزعم إحداهن الحديث بادعاء الخبرة والعلم وتنشر سموم أفكارها متطوّعة لحل مشاكل صديقاتها

بدون خبرة أو علم أو منطق.

تلك الفاشلات يقدّمن حلولًا بمنتهى البساطة قد تسبّب دمار أسرة كاملة، فينصحن بالطلاق أو يشرحن المساواة

بين الرجل والمرأة بأساليب لا تليق بالمرأة المصرية، مقدّمات نصائح مسمومة.

ليس نجاح المرأة فقط ما يُقاس بالمناصب والوظائف، فهناك نجاح أعمق وأكثر أثرًا: نجاحها في بيتها.

فالبيت هو المدرسة الأولى التي تُبنى عليها شخصية الأبناء، ومن استقرار الزواج يبدأ ازدهار المجتمع.

شاهد أيضاً

كلية النصر للبنات

علاء ثابت مسلم يكتب : ماذا سأفعل لو أصبحت وزيرا للتعليم ؟!

طرحت عليّ إحدى طالباتي سؤالاً يبدو بسيطاً لكنه يحمل ما وراءه:”لماذا لا تصبح وزير التربية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.