جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
د. إيهاب أبو رحمه
المريض مات من جرعه بنج زياده هذا هو حال لسان الجراحين و الاعلام .
مما لا شك فيه ان علم التخدير من اهم العلوم الطبيه , و من اكثرالعلوم خطورة و دقه .هو من اهم الفروع و التخصصات الطبية في البلدان المتقدمة ان لم يكن الاهم .
في بلداننا, دائما و ابدا ما يلام التخدير في حدوث أي مضاعفات بعد العمليات الجراحيه و بالطبع هو المتسبب الاول في وفاه المرضى بعد العمليات و هو ما روج له الاعلام المضلل في كثير من الاحيان و ساعد فيه انتشار الجهل في ربوع المحروسة و رغبه الكثيرين فى التحدث و الافتاء فيما لا يفهمون بغير علم .
فكم قرأنا في اعلامنا العجيب عن الطبيب الذى اعطى جرعه زائده من البنج و الطبيب الذى تسبب في فشل تنفس و من ثم حدوث الوفاه و كم سمعنا عن طبيب التخدير الذى خدر المريض كليا و ادى الى حدوث اعاقه في المريض في قدمه او ما شابه ذلك .وكم من مريض توفاه الله من نزيف حدث بعد التخدير !!
امثله عديده و المتسبب في الاغلب هو جهل الاعلام في بعض الاحيان و الرغبة في الشهرة على جثث الاخرين ان لم يكن جهلا .
لنعلم ان التخدير المصري معروف عنه الكفاءة و اطباء التخدير المصريين معروف عنهم التمرس و الخبرة و قوه الشخصية و لكن ما ساعد في انتشار الخرافات المنتشرة عنا نحن اطباء التخدير يعود للإعلام تارة كما ذكرنا و للجهل تارة اخرى و لبعض اطباء التخدير منا من يعملون و يضعون في اعتبارهم انهم الجند الخفية التي تتحمل من اجل استمرار بعض الجراحين سيئو السمعة و حتى قليلو المهارة الجراحية, فمع الاسف عملهم الخاص يرتبط باستمرار هؤلاء فهم يعتقدون انه وجب عليهم حمايتهم و التغطية على اخطائهم .
و كيف لا ف من السهل جدا ذكر مضاعفات ناتجه عن التخدير فى حال المساءله القانونيه و مع ان المضاعفات وارده من اى عمليه جراحيه و لكن قد يؤثر هذا بالسلب على شهره الجراح وسمعته و من سمه عمله الكثيف و بالتالى على دخل طبيب التخدير اما ان يتحملها الجندى الخفى فهذا لا يضر الطرفين و لكنه يغطى على الخطأ او المضاعفات .
و مع انتشار العمليات الغير مطلوبه بصوره عجيبه من عمليات تجميل ترفيهييه و عمليات قيصريه الهدف منها هو مادى و بحت من قبل الجراحين دون حاجه المريض اليها فى بعض الاحيان و ناتجه عن هوس بعض الناس و خاصه النساء فى احيان اخرى ما ادى الى زياده المضاعفات و خصوصا من الجراحات نفسها و لكن دائما و ابدا الملام هو البنج!!!
و ليعلم الجميع و هو امر معروف بين مجتمع الاطباء , ان نسبه الوفاه نتيجه التخدير في المرضى الغير مصابين بأى امراض مزمنه اقل كثيرا منها بسبب العمليات الجراحيه نفسها بل تكاد لا تذكر.
و لولا التقدم الرهيب في علم التخدير لفضل الكثيرين الموت بدلا من المعاناة في العمليات الجراحية . علم التخدير هو الاعجاز في عالم الطب و لكن مع الاسف يجهل قيمته الكثيرين في مصر من العامة بل و يحملوه كل المضاعفات الناتجه عن العمليات الجراحيه بل ان البعض يبالغ في الخوف من التخدير ولا يخاف من العملية الجراحيه نفسها و ان كانت خطيره.
في حقيقه الامر لا يعرف الكثير من الناس كيف و كم هى الضغوط التى يعانى منها اطباء التخدير فهى مهنه المعاناه في الطب ,بالفعل الامور تسير على ما يرام في الاغلب لكن قد يواجه الطبيب مشكلات تبيض لها الشعور و قد تجعل قلبه هو نفسه يتوقف عن العمل من اجل انعاش قلب مريض و اسعافه اثناء حدوث مضاعفات في العمليه الجراحيه .
ل
ابد للاعلام ان يرحم هذه الفئه من الاطباء كفانا تحمل ضغوط العمل كفانا تحمل العمل ب اجور زهيده , بدلا من التحدث في مشكلات الاطباء و اجورهم التى لا تعادل اجور فئات غير متعلمه من الاساس و لكن الحظ و المحسوبية كانا السبب في تعينهم في هيئات تتقاضى رواتب مبالغ فيها و خياليه في بعض الاحيان . بدلا من التدخل في شئون المرضى , تدخلوا لزياده الامكانيات
لتحسين اوضاع منظومه متهالكه يأكلها الصدأ كل يوم , تحدثوا في فساد المسئولين بهذه الوزارة بدلا من الكلام عن جهل او طمعا لشهره , استضيفوا أطباء من غير المسئولين و اسألوهم عن اوضاعهم و رواتبهم و توافر الامكانيات في اماكن اعمالهم .ان لم يكن لديكم النيه في نقل الاخبار بحقيقتها ارجوكم اخرجوا الاطباء من عقولكم .
الطب مهنه انسانيه و لكم بمهاجمتكم اياها و بسبب اوضاعها المتفاقمة جعلتمونا نفكر في الهروب منها و التخلص منها .و لكن ماذا نفعل هذه هى المهنه التى نحترف العمل فيها و التى افنينا فيها اعمارنا و كثيرا منا يعمل غصبا .. ف ارجوكم ارحمونا!!!
الكاتب : د. إيهاب أبو رحمه ………. طبيب تخدير و عنايه مركزه
ehababurahma@gmail.com
