الخميس , مارس 28 2024

الاتحاد الأوربي و..جس النبض .

بقلم:أنطوني ولسن-سيدني أستراليا
عد أنتهاء ما كان يطلق عليه الأتحاد السوفيتي وأميركا تتربع على عرش السيطرة والتحكم في العالم.
تحاول فرنسا وأسرائيل(نتياهو) والصين وروسيا الدخول في منافسة مع أميركا(وليس في التربع على العرش) في هذه السيطرة ليكون لأي منهم نصيب في صنع القرارات العالمية.أما أنجلترا فقد أنتهت بأنتهاء”أيدن”عام 1956،ومن يشاهد لندن يعرف ويتأكد ما وصلت أليه المملكة البريطانية المتحدة من تدهور وأنحطاط يدل دلالة لا تقبل الشك أن بريطانيا العظمى والأسد الجبار قد صارا الى نهاية الأعتماد على الملكية البريطانية كزينة يدفع السواح جنيهات أسترلينية لمشاهدتها.أما العظمي فقد أنتهت، أما الأسد البريطاني فقد أصبح مثل سبعي قصر النيل بالقاهرة بدون شوارب والقطة تخيف أكثر منه.
الأتحاد الأوربي قام أساسا على فكرة توحيد أوروبا أقتصادياً.فأذا أستطاعت أوروبا أن يكون لها أقتصاد حر موحد، أستطاعت بالأقتصاد ان تطفو على سطح الأحداث العالمية.والأحداث العالمية بالنسبة لأوروبا هي تسويق منتجاتها عبر القارة الأوروبية مما يعود على الأفراد في المجتمعات الأوربية بالخير.
ومع الأقتصاد لا بد وان تأتي وتتحرش السياسة،والسياسة الساخنة كانت هي السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط القائم على الأرض مقابل السلام.
قال “شيمون بيريز”رئيس وزراء أسرائيل السابق عندما كان في زيارة لأستراليا في برنامج
“Sunday”
الذي يبث من القناة التاسعة ومع الصحفي الأذاعي
“Laurie Oak”.
(السياسة خراب والأقتصاد عمار))..أي أن السياسة تعتمد على الأحتلال والسيطرة أما بالسلاح أو الصناعة وكلاهما يؤدي الى الخراب والدماؤر.أما الأقتصاد فيعتمد على التعاون والتصنيع ومحاولة أدخال الرفاهية على الشعوب.
حاولت أوروبا الأتحادية من (جس نبض) السياسة فذهب رئيس الدورة مستر روبين كوك وزير خارجية بريطانيا الى أرض المعركة مسلحا بفكرة الدخول في معمعة تحريك مسار السلام بين أسرائيل والدول العربية(وفلسطين بالطبع)
رحب العرب وأقيمت المأدب على شرف وزير خارجية الدولة التي (خلقت أسرائيل) والتي كانت تحتل معظم الدول العربية الموجودة الآن.(ووعد روبين هود أواخر القرن العشرين)أن يذهب مع رئيس دولة فلسطين الى المستوطنات الأسرائيلية في القدس ،في القدس وخاصة مستوطنة أبو غانم .فرح الفلسطينيون وهللوا وكبروا،وغضب نتنياهو وزمجر وألقى المْأدب واللقاءات ولسان حاله يقول(فليقف كل في مكانه ولا يتحرك).
طاطا رئيس الدورة للأتحاد الأوربي ووزير خارجية بريطانيا المنكسرة، اقول طاطا رأسه متخذاً من الحكمة التي تقول (أخفض رأسك أمام العواصف)..وتوجه الى بيروت وهو يعلم أن بيروت لم تعد بيروت ولا صارت دمشق،وأنما أصبحت مثل المسخ الذي لا تعرف له وجه من(قفا).هل بيروت لبنانية أم سورية؟فأذا قالوا لبنانية..تساءلوا (ماذا تفعل صورة الأسد وحكام سوريا؟).تأتي الأجابة،من العدو..أسرائيل لحماية لبنان.
يعرف مستر كوك تماماً أن بيروت الحالية بحكامها لا حول لها ولا قوة. خرج مستر كوك من بيروت الى دمشق ورحبت وأقسمت مائة يمين ومائة يمين طلاق أنهم في سوريا يرحبون بالسلام وعلى أتم أستعداد للجلوس مجدداً مع (اليهود) ومناقشة بنود السلام العادل القائم على الأرض مقابل السلام. العادل القائم على الأرض مقابل السلام.
عاد كوك (كالمكوك الفاضي) بخفي حنين وفشلت نظرية (جس النبض) الأوروبية.ويحاول كوفي وسيحاول من يحاول وتبقى الشخصية التي بيدها مفتاح القضية ضائعة يسجنونه في زنزنات حكام العرب.الشخصية المسجونة هي الشخصية العربية الموجودة الغائبة. الشخصية العربية التي يحاولون دفنها حية.الشخصية العربية التي ترفض رفضاً تاماً وجود محتل عربي لأرض عربية بأسم العروبة. الشخصية العربية التي ترفض وجود أي ميليشيات دينية أو غير دينية على أرض وطن المفروض فيه أنه حر وله جيشه لحمايته وليس الأعتماد على تلك الميليشيات الشخصية العربية التي تعيش وكلها أمل في أن يكون أبناء الوطن العربي الواحد هم بالفعل أبناء الوطن لا يفرقهم دين ولا لون ولا عقيدة.
هذه الشخصية العربية ستخرج من “قمقم” الغدر والهوان لتحطم أولاً حكام الطغيان وبعدها ستركع أسرائيل نتنياهو أو غيره وتطلب الصلح مقابل الحفاظ على بقائها..بقائها المحدود فقط..
هذا المقال كتبته في شهر مارس 1998 ونشر في جريدة “الهيرالد”اللبنانية في سيدني/أستراليا.أوثقته ضمن كتاب “المغترب”الجزء الثالث في عام2000
والسؤال هنا:هل تغير شيء يذكر هذه الأيام؟!.
أترك الأجابة الى القراء الأعزاء.

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.