إِرجع مَعايَا لإِوائِل الخَلِيقه
إِسْتلمت الوصيَّه وَمعَاها كُلّ الحقيقَهْ
تَاكُل بِرَاحتَك مِنْ أَي شَجَره فِي الجَنَّه
تَاكْل وتِشْبع إِلَا مِن شَجَره وَاحِدَه
يوْم مَا تَاكُل مِنهَا هَتَمُوت وَتِبقى النِهَايه
وظَهَرَت شرِيكَتَك حَوَّاء وَبَلَّغتهَا الحِكَايه
لَكِن لمَّا الحَيَّه مَعَجَبهَاش طَرِيق الطَّاعَه وَالخُضُوع
خَدَعَت حوَّاء عَشَان تَكُون إِنتَ المَخدُوع
وَلِأنِ فِي الأَصل الْعَهد كَان مَعَاك
سَقَطْتَ، وَسَقَط كُلِّ نَسْلك وَيَاك
ولِحَد النَّهَارده نَفس الحِكَايَه بِتتكَرر
آدَمْ هُوَ المَسئُولْ وَهُوَ اِللي يِقرّر
وَمَعَاه شَرِيكَه مِن نَفس القِيمَه وَالقَامهْ
مَخلُوقَه زَيَّك عَلَى نَفس الشَّبه والصُورَه
لَكِن تِفضَل إِنتَ الرَاس والمَسئُول
وَدَهْ التَّرتِيب اللِّي مِن الأَصل مَعمُول
لَكِن حِكَاية الرَاس دِي بَجَد خَطِيره
لِأَنه دايمًا هَتكُون مَسئُول عَن النَتِيجَه
آسِف، المَسئُول الأَوَّل ومِش الأَخِير
لِأن جَنبك شِرِيكتك بِتقُوم بدُور خَطِير
لكِن هَنِلف ونِدُور ونِرجَع للبِدَايه
إِنتَ المسئُول عَن كُل حَاجه فِي النِهَايه
مَسئُول عَنِ الأَمَان وَالحِمَايَه
والحُب والوِد والرِعايَه
بَعدهم اللُّقمَه وَالهِدمَه والنُومَه
والسَقف والدفَا والرَاحه الْمَضْمُونَهْ
والمَعرفَه والنضُوج والإِيمَان
والخِبرَه والثبَات عَلى مَر الزَمَان
وكَمَان مَسئُول عَن العِلم والتَعْلِيم وَالثَقَافه
مِن الحضَانَه للمَدرَسه لِغاية أَكبَر شَهاده
أَقول كَمَان وَلَا كِفَايه؟!
مَاهو ده كَان التّكلِيف مِن البِدَايه
تِكون مَسئُول وتقومْ بِدُورَك للنِهَايه
طبعًا فيه مشَاكِل وتَحدّيات
وأكِيد فِيه كَمان صُعوبَات
تِجيلَك مَرَّه مِن بَرَّه
وتجِيلَك مَرَّهْ مِنْ حَوَّا
لمَّا الحيَّه الجدِيدَه تِلعَب بدمَاغهَا
وتحَلّي قُدَّام عِينِهَا المُر وَالرّغبَه
إِعلانَات وبُوستَات وفِيديُوهَات
ولِوَحْ ويُفَط وَكتَالوجَات
هيَ نَفس الخدعَه القَدِيمَة
تِشُوف ثِمَار المَوت حِلوَه وَلَذِيذَه
تِلعَب بِدمَاغهَا وتِفتِكر إِنّ دِي الحَقِيقه
فَاتجِيلَك بِقايِمَه طَويلَه وعَريضَه
تِضْغط عَلِيك فِي كُل دقِيقه
وتحَاول يا مِسكِين تِنَفذ الرَّغبَه
وَلَا يَا سَلَامْ لَو الوِدَان وَاسعَه زَي العِينِين
تِسْمَع فِيهُم كَلَام عَن العَجِين
اللِّي لَازِمْ تِمْشِي إِنْتَ عَلِيهْ
وتُظبّط الأَدَاء وإِلَا تِجِبلَك عَاليهَا وَاطِيهَا
أَو الخَبْطه تِجِيلَك مِن ظُروف عَالَميه
وأَحيانًا قوانِين وتشرِيعَات مَحلّيه
مَرَّه بَرميل البِترول يزِيد
يِوَلّع الأَسعَار مِن العِيش للحَدِيد
ومَرَّه الدُولَار سِعرُه يِطير
يِسّوِي كُل اللي عمَلتُه زَي الفِطِير
ومَرَّهْ وَبَاءْ يِهجم بمَرَض خَطير
يِخَلِّي الوَاقِع رُعب ومَرِير
لَكِنْ عَارِف يَا آدَم إِيه أخطَر حَاجَه؟
إِنَّه رَغم أَي كَلَام إِنتَ صَاحِب الحِكَايَه
ومَهما حَصل مِن صُعوبَات وتَحدّيَات
أو اتعَمَلِت عَلِيك حَوَارَات وحِكَايَات
وتِجِيلَك الضَّربَه مِن بَرَّه أَو مِن جُوَّه
ومَهمَا كَان أَلمهَا أَو وجَعهَا
لَازِم تِفضَل ثَابِت مُنَاضِل عَنِيدْ
تُقُومْ بِدُورَكْ بِالْكَامِلْ وَبِالتَّحْدِيدْ
لِأَنَّهْ فِيهْ حَاجَاتْ كَتِيرْ قَايْمَهْ عَلِيكْ
وَالْكُلِّ دَايْمَاً بَاصِصْ لِيكْ
مَفِيشْ غِيرْ إِنَّكْ تُصْلب طُولَك
وَتِمْسِكْ فِي إِيدَكْ عِدَّتَكْ وَسِلَاحَكْ
مِش مُسَدَّس وَلَا بُندُقِيَّه
لَكِن شَرَف وَنَزَاهَه وَتَحَمُل مَسئُوليَّه
دَه العَالَم الْيَوم مِش مُحْتَاج إِلا رَاجِل
يِقُول وَيِعمَل بِالحَق وهوَ ثَابت وبَاسِل
فِي كُلِّ مَكَان وَشَارِع وَحَاره
وَيِثبِت إِنّ الرُّجُولَه فِعْل مِش عبَارَه
وَالحَاجَهْ التانيَه يَا آدَم وَالأَخِيره
تِنتَظِر إِفتِقَاد إِلَهِي فِي أَي دِقِيقه
يِرُد وَيِسْتِرِد اللِّي فِي الأَصل إِتخَلَق
لَكِنَّه مَعَ الْغَوَايَه وَالسُّقُوط إِتسَرَق
مَعُونَه مِنْ فَوق تِسنِدَك وَتِقَوِّيك
مَاهُو الدُّور وَالمَسئُولِيَّه تِفِلِ الحَدِيد
عَشَان كِدَه قلت في الأَوَّل، إِحتَرِس!
دَه كِتير حَوَالِيك عَاوِزَك تِقَع وتِتهرِس
لَكِن مَفِيش حَاجَه هتغَير مِن الوَاقِع والحَقِيقَه
إِنَّك إِنتَ المَسئُول عَن الصَغِيرَهْ قبل الكبِيرَه.
جريدة الأهرام الجديد الكندية
