السبت , أبريل 27 2024

كاتشب فن (2) هل ظلم هيثم احمد زكي وهو حيا وميتا ؟!

الناقد الفني : محمود حجاج 

فكر قليلا  فى الغوص داخل نفسك وتوقف لحظة عند القلب الألة العجيبة ،ولحظة أخرى عند العقل الصندوق المغلق ستجد بينهما تصادم وأحيانا توافق، فإذا افترضنا أن القلب هو وجبة سريعة جميلة وان العقل هو الكاتشب لهذه الوجبة أو العكس وأمامك اختيار بين الاثنين فماذا ستختار؟!

بالطبع اذا كنت طفل ستختار الكاتشب سيأخذك لونه الجميل وإنسيابه الأجمل، وإذا كنت والد هذا الطفل بالطبع ستختار الوجبة حتى تستكمل رحلتك، هكذا  تكون الحياة  والسياسة والفن  هناك من يكون دوره  هو صنع الكاتشب بشكله الجميل الإنسيابي  وهناك من يكون دوره هو صناعة الوجبة نفسها.

دعوني أتحدث معكم عن السينما والدراما والمسرح وجبة فنية  فى ثاني مقالات”كاتشب فن”  هناك من يقول الفن رسالة وهنك من يقول الفن  وسيلة ترفيهية ليس أكثر من ذلك ،ولكن فى اعتقادي أن الفن رسالة وترفيه وكثير من الأشياء الأخري ،إذا الفن حياة  إنسانية كاملة والإنسان بطبيعته حياته ممكن ان تكون حياة جميلة  أو أن تكون حياة بائسة .

آثار مؤخرا  موت ورحيل الفنان هيثم احمد زكي ضجة  كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي ،فهناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها  هل تعاطف الجمهور والوسط الفني مع موته فجأة لصغر سنه؟!

وهل الاهتمام بنشر خبر وفاته  وعبارات الحزن الكثيرة هنا وهناك سواء من فنانين او من جمهور لها أسباب أخرى؟!..

بالفعل كل ما يحدث له أسباب أخرى كثيرة  وذلك كان احد أسباب انعزاله عن الوسط الفني  وعلاقاته المحدودة ،

أولا أول محطات الظلم الذى وقف أمامها مقارنته من أول عمل فني شارك  فيه بوالده الراحل العبقري احمد زكي وذلك صنع  بداخله حاجز نفسي بينه وبين نجاحه،

ثانيا أسلوب النقد  والهجوم سواء من النقاد أو الجمهور أحيانا  كان يوجد بها نوع من التجاوز وعدم المهنية،

ثالثا اتهامه  بالسعي للنجاح  من خلال اسم والده وان اختياره أحيانا كان نوع من المجاملات على الرغم من انه لم يطلب من اى شخص منذ بدايته لترشيحه لأى دور فني،

 رابعا اتهامه  بعدم القدرة على التمثيل رغم موهبته الكبيرة  وقد اثبت بعد ذلك موهبته  وقدرته الكبيرة  وكان ذلك اكبر شهادة له بالنجاح ،وان الممثل  ممكن ان يكون بداخله مخزون من العبقرية، ولكن الفكرة  ان هناك مخرج يقدر على إخراج العبقرية  من اى شخص  ،ومخرج أخر يهدم عبقرية  اى شخص ، وهناك نماذج كثيرة  فمثلا المخرج العالمي يوسف شاهين وغيره وغيره من عباقرة الإخراج من صنعوا نجوم من أول مشهد لهم  فى مشوارهم الفني

 وأخيرا ما أدهشني تجاهل الناس والجمهور والنجوم  لجهوده ونجاحه طول مشواره الفني، وظهر الاهتمام فجأة لحظة وفاته و رحيله عنا ،هناك سؤال يطرح نفسه  لو كان هيثم احمد زكي ما زال على قيد الحياة  ولمس هذا الاهتمام وعبارات الحب  تخيلوا شعوره ونظرته ورد فعله، ولكن للأسف عاش وحيدا ومات وحيدا ! 

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.