مع إعلان نتائج الثانوية العامة وزيادة أعداد كليات الطب الحكومية والخاصة والأهلية، من المتوقع أن يلتحق عشرات الآلاف من الطلاب بكليات الطب هذا العام.
لكن وسط هذا “الزحام”، لازم نسأل نفسنا:
هل فعلاً المهم عدد الأطباء؟ ولا الأهم هو جودة كل طبيب؟
أحب أشارككم قصة واقعية توضح الفرق الكبير بين “الكم” و”الكيف”.
مريضة شابة من الأقصر لا تعانى من اى امراض -بدأت فجأة تعاني من:
حرارة شديدة وصلت لـ 40 درجة ، تدهور في الوعي والإدراك ، تشنجات وصعوبة في حركة الرقبة
أهلها لجأوا لأكبر الأطباء في الباطنة والأعصاب، لكن حالتها كانت بتسوء أكتر.
تم نقلها إلى العناية المركزة في مستشفى الأقصر الدولي، وتم تقييمها بواسطة أساتذة جامعات وأطباء متخصصين، وكان التشخيص المبدئي:
Meningitis أو Encephalitis (التهاب بالمخ أو الأغشية المحيطة).
وبالرغم من المحاولات الطبية العلاجية الا ان الحالة كانت في تدهور مستمر.
و كانت نقطة التحوّل ، تدخل الطبيب الاستشاري د. حسن عبدالحفيظ – رحمه الله –
الحاصل على الدبلومة الإنجليزية في الأمراض الباطنية، وصاحب الخبرة الطويلة في السعودية وأوروبا.
سأل سؤال بسيط لأهل المريضة : هل تناولت أي دواء قبل التدهور؟
أجابوا: “نصف قرص فقط لتحسين الحالة النفسية” بوصف من طبيب أعصاب.
رد الدكتور فورًا:
“دي حالة Malignant Neuroleptic Syndrome”
(متلازمة عصبية نادرة وخطيرة جدًا ناتجة عن أدوية نفسية)
طلب تحليل CK (Creatine Kinase) لتأكيد التشخيص.
وقتها، بعض الاطباء الزملاء شككوا في الاحتمال النادر وخصوصا انه لم يتم تشخيصه من قبل فى المستشفى لكن النتيجة كانت واضحة:
تحليل CK مرتفع جدًا، والتشخيص كان صحيح 100%.
بدأ العلاج الفعّال باستخدام أدوية مخصصة لعلاج هذا المرض مثل Dantrolene،
وتحسنت المريضة تدريجيًا حتى شُفيت تمامًا في خلال أيام.
والسبب؟
طبيب واحد فقط… فاهم، عنده خبرة، وعارف يربط بين المعلومة والواقع.
رحم الله د. حسن عبدالحفيظ، وبارك في ذريته.
قصة تثبت أن:
مش كل حد يلبس بالطو أبيض يبقى منقذ… لكن المميز فعلاً، هو اللي بيصنع الفرق.
فلنهتم بجودة خريجي كليات الطب مش بعددهم.
Dr. A. Sallam
جريدة الأهرام الجديد الكندية
