الجمعة , أبريل 19 2024
مختار محمود
مختار محمود

وزير الأوقاف .. والصحافة!!

مختار محمود

معالى وزير الأوقاف، يمتلك قدرات خارقة. يتكلم فى أى شئ. ويفتى فى أى شئ.  ويُقحم نفسه فى كل شئ. الرجل الخمسينى ذو مواهب متعددة تستعصى على الحصر. هو أسطورة عصره بلا منازع، ونمبر وَن بلا منافس، “وصاحب سبع صنايع، والبخت بكل تأكيد مش ضايع”، ويكفى أن الرجل يُوجِّه بترجمة خُطبه منزوعة القيمة، معدومة الجوهر إلى عشرات اللغات الحية والميتة، فضلاً عن لغة الإشارة، ولا ينقص سوى استحداث لغة جديدة لتوصل هذه الخطب إلى الأجنة فى بطون أمهاتهم، حتى يخرجوا إلى الدنيا علماء نابغين، مثل معاليه.

وزير الأوقاف الذى ملأ الدنيا قبل أيام قلائل ضجيجاً ببيان مخادع ومقامر عما يسميه إنجازات، وينسبها لنفسه، خلال فترة استوزاره التى طالت وامتدت، نازع وزير الخارجية قبل نهاية الأسبوع، فأصدر بياناً هو من صميم عمل وزارة الخارجية بامتياز، ولكن الرجل لا يخجل ولا يستحيى من شئ، وهذا سمته وديدنه.

وقبل أن ينتهى الأسبوع، ويضع أوزاره، شقَّ معالى الوزير طريقاً جديدة يفتى فيها كعادته بدون علم أو هدى أو كتاب منير، حيث قرر تقديم دروس وعظات فى “الصحافة والإعلام”، خاصة أنهما لا يروقان لمعاليه، رغم أنه مفروض فرضاً على جميع وسائل الإعلام المقروء والمرئى والمسموع والألكترونى، وما لم يُستحدثْ بعدُ.

الرجل مقتنع تمام الاقتناع بأنه أنجز مهامه بنجاح منقطع النظير، هو ممن يحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلون، وممن يحسبون أنهم يُحسنون صُنعاً، وممن ينطبق عليه النص القرآنى: ” وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون”.

الرجل لم يكتفِ بإبداء ملاحظات أو رصد انتقادات، فقد يكون هذا حقاً أصيلاً له، باعتباره مواطناً مصرياً، وإن بدا الأمر فوق طاقته وأعلى من قدراته، غير أن الشيخ المعمم لم يكتف بذلك، وخاض مع الخائضين، وراح يهرف بما لا يعرف، ويضع نظريات صحفية وإعلامية، باعتبارها السبيل القويم، لإصلاح الصحافة والإعلام مما وصلا إليه فى السنوات الأخيرة، لأسباب كثيرة، معظمها خارج عن إرادة العاملين فيهما.

من المؤكد أن ما كتبه الوزير فى مقاله بالصحيفة الحكومية فى هذا الشأن، لا يستحق إعادته هنا مجدداً، فهو محض لغو، ولا يختلف كثيراً عن خطبه الجوفاء، وكتبه السطحية، التى يفرضها فرضاَ على المكتبات، وربما يجعل عناوين خُطبة الجمعة فى الأسابيع المقبلة عن: “المقاصد الشرعية لإصلاح الصحافة والإعلام على الطريقة العصرية”. وقد لا يعلم الشيخ الوزير أن أولى سُبل إصلاح الصحافة والإعلام هو تنقيتها تماماً من مقالاتك وخطبك وبرامجك ومداخلاتك.

 معالى الوزير..دع الصحافة وشأنها؛ فإن أهلها، طال الأمد أو قَصُرَ، قادرون على تصويب مسارها، وتخليصها من شيخوختها المبكرة،  كما أن الهدى النبوى يقول: “من حُسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه”، و الحكمة المأثورة تقول: “من تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه”. معالى الوزير، استقم كما أمُرتَ، ومن تاب معك، ولا تطغوا، إنه بما تعملون بصير.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

تعليق واحد

  1. زعفران ابن زعبوط

    الى الاستاذ مختار محمود وبعد التحية : بما أنك تتكلم عن الصحافة وتنقية الصحافة ..هل لك أن تقول لنا ما هى رسالة الصحافة أو ما هو دورها الأصلى أو الفعلى ؟ سوف أقوزلها لك باختصار : الصحافة رسالتها هى النقد البناء وليس الهجوم الشخصى أو انتقاد الأشخاص بل انتقاد الأفعال والأعمال السلبية …هل لك أن تتوقف عن الهجوم على وزير الأوقاف ؟ أنا لا أدافع عن الوزير ولا عن أى وزير ولكن أرفض أن تتخذ من هذا المنبر مجالا للهجوم على شخص بعينة وفى عدة مقالات وطكأنها مسلسل مفروض علينا . اذا كان بينك وبين وزير الأوقاف عداء شخصي فهذا شأنك الخاص ولا يخص القراء ولا يخص الموقع . نتمنى أن يكون هذا مقالك الأخير عن وزير الأوقاف .

اترك رداً على زعفران ابن زعبوط إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.